السؤال
من المسؤول عن انتشار ظاهرة مغازلة البنات ، وماحكم هذه الممارسة من الجنسين ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مغازلة البنات من العادات السيئة والذنوب الكبيرة التي انتشرت عند كثير من الشباب وللأسف الشديد فالمتتبع لأصول هذه الظاهرة السيئة يجد أن أصلها يكمن في ضعف الوازع الديني عند الناس وعدم خوفهم من الله وتركهم مراقبة الله سبحانه وتعالى ، وفساد التربية في البيوت والمجتمعات، رجالا ونساء. وإن من أسباب انتشار هذه الظاهرة ماتقوم به كثير من وسائل الإعلام من نشر للرذيلة وتشجيع لها ، ومحاصرة و تضييق لأبواب الفضيلة في وجوه الناس ، وإن الشاب الغيور على عرضه يأنف من مثل هذه التصرفات الطائشة التي غالبا ما تصدر من عدم التزام الشاب بأوامر الله فإنك لا تكاد ترى شابا اشتهر بالمغازلة إلا ووجدته غير محافظ على الصلاة ولا يغض بصره، وتجد قلبه خاويا هائما يمينا ويسارا بملاحقة ومتابعة البنات ونسي هذا الشاب، أو تناسى أن الناس لا يرضون هذا لبناتهم وهو كذلك لا يرضى هذا الفعل لأهله إلا إذا عدم الغيرة بالكلية . أين هذا الشاب الذي يعطل قواه وطاقته في ملاحقة البنات ويعزف عن التفكير الجاد فيما يعود بالنفع عليه وعلى بلده ومجتمعه ! ألا يعلم هذا الشاب أن الله سيسأله عن هذه القوة والطاقة التي يهدرها في غير محلها ! ألم يسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه) رواه الترمذي وغيره وهو صحيح. ألا يرى هذا الشاب ما يصيب أمته من إذلال واحتقار، فيربي نفسه على العزة والكرامة . لم لايقرأ هذا الشاب قصص فتيان الصحابة وكيف كان الواحد منهم يبكي إذا رد عن الجهاد ؟! لله در نفوس امتلأت بحب الله وبحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحت بكل غال ورخيص وخابت وخسرت نفوس تتبعت كل دني وخسيس. ألا فمن ابتلي بهذا المرض فليعالجه من أساسه ، وهو أن هذا الشاب إنما أتى من قبل إطلاقه لبصره ولو أنه استجاب لقول الله تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) [النور : 30 ] لأراح نفسه. ثم على من أراد التخلص من هذا الداء أن يبحث عن الحلال وسوف يعينه الله على تحصيله إن شاء الله فقد جاء في الحديث الصحيح: (ثلاثة حق على الله إعانتهم وذكر منهم: الناكح يريد العفاف) رواه أحمد وهو صحيح . وعلى الفتيات أن يتقين الله في أنفسهن ولايخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ، ولايتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، ولايعرضن أنفسن بزينتهن في أماكن الزحام ومواطن اجتماع الرجال ، ولتعلم الفتيات أنهن شريكات في الأثم ، بل قد يكن أصله وسببه . وأنهن في سخط الله يرحن ويغدون ، إن لم يحجزن أنفسهن عن مساخط الله ، ولاتخدعهن ضحكات مسمومة وأحاديث ناعمة في ظاهرها ، خبيثة المصدر والمقصد في حقيقتها ، وليعتبرن بألوف من أخواتهن جرفهن التيار ، فضاع المستقبل والشرف والمتعة معا ، وبقي الهم وتوبيخ الضمير ، وفوق ذلك سخط العلي الكبير . والله المستعان وهو بكل حال أعلم.