على الزوجة توقير أم زوجها

0 335

السؤال

أرجو أن تفتوا لي في هذه السؤال وتزيلوا عني حيرتي إن شاء الله. أنا امرأة في 58 من عمري, منذ صغري وأنا أخاف الله لم تكن لدي أية مشكلة مع أحد, الكل يشهد على ذلك، جيراني أهلي, أبنائي، أبتعد عن المشتبهات. ربيت أبنائي والحمد لله, أحبهم وأضحي من أجلهم هم كل ما لدي في هذه الدنيا, وهم أيضا يحبونني. زوجت ابني الأكبر وعشنا معا في نفس البيت مدة 10 سنوات وعلاقتي مع زوجة ابني وطيدة والحمد لله لم تكن بيننا أية خلافات وبعد ال 10 سنوات, شاء القدر أن نفترق لأن ابني الثاني سافر إلى أوربا لأسباب, فجئت معه ووالده و2 من إخوته, جئت لأسباب صحية, وأولادي يواصلون دراستهم الحمد لله. زوجة ابني هذا الثاني, منذ البداية, كلما نصحت زوجته أو أمرتها بشيء لا تكترث, لم تكن تعرف أي شيء عن أمورالبيت, حاولت أن أعلمها كل شيء لتؤدي واجباتها بأحسن صورة لكنها لا تهتم أبدا حتى في مرضي لا تسأل عن حالي. وكلما حاولت أن أناقش معها الموضوع بطلب من ابني عاملتني بقساوة وبرودة دون أن أعرف السبب. كقولها لي مع وجود زوجها:" إذا لم أعجبكم فأرجعوني إلى أهلي" لكنها تعرف بأن ذلك لن يحدث لأن لديها ابنا ولن نرضى أن يكبر يتيما. دعوت عليها في غضب بأن يفعل الله بها في زوجات أبنائها ما فعلته بي وأن لا توفق إلى ما تصبو إليه أبدا? دعوة ندمت عليها, لأني أخاف عقاب الله فحاسبت نفسي بصيام 3 أيام لتكفير خطيئتي واستغفرت الله لذنبي. فما الحكم في دعوتي عليها وفي صيامي خلال3 سنوات لم أر منها إلا سوءا, أثر على طبيعتي أصبحت أنفعل وأغضب بسرعة, وكلما غضبت منها أردت أن أدعو عليها لكني من مخافة الله لا أفعل! وألجأ إلى ابني(زوجها) وأطلب منه أن يتدخل لكنه لا يجدي نفعا ولا يعرف ما العمل لأنه يخاف أن يجرح مشاعرها كما يقول لكني كل ما أطلبه منه هو أن يتشدد قليلا معها وتحترمني إذا ما أحضرت الغداء وأنا مريضة تنادي كل من في الحجرة إلا أنا, وكم جرحني ذلك, تكرر ذلك مرارا فقررت ألا آكل من يدها, هل لي ذنب في فعل ذلك? ضاق بنا الحال والهموم تزداد يوما بعد يوم الحل الوحيد هو أن لا نعيش معها تحت سقف واحد رغم أني أتالم لفراق ابني, اشترينا أنا وزوجي بيتا آخر بسيطا بقرض من البنك هنا في أوربا لأنه ليس لدينا المال الكافي, زوجي يقول بأنه إذا ما قدر الله ومتنا فان ابننا هذا لن يرضى بوجود إخوته في البيت الذي نسكنه حاليا لأن البيت مكتوب على اسمه لذا اشترينا بيتا في محيانا ليجده أبنائي الصغار إن شاء الله. نعلم أن الربا حرام لكن ما العمل? هل كان حراما شراء البيت? إذا كان الجواب نعم فهل نبيعه أم ماذا? ثم ما الحل لمشكلتي الأولى مع زوجة ابني. أعتذر عن الإطالة. أريد الجواب في أسرع وقت إن أمكن, وجزاكم الله خيرا إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فنسأل الله تعالى أن يجعل لكم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، وينبغي لزوجة ابنك أن تحترمك وتعاملك معاملة البنت لأمها لمكانتك من زوجها ولفارق السن، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. وفي رواية: ويعرف شرف كبيرنا. رواه أحمد والترمذي. وينبغي للولد حث زوجته على الإحسان إلى أمه وتوقيرها. وعليك أن تساعدي زوجة ابنك على برورها بك والإحسان إليكم جميعا، وذلك باحترامها والإحسان إليها... فقد قال الله عز وجل: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم* وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم{فصلت:34ـ35}.

وبخصوص دعائك عليها، فإن كان ذلك بسبب ظلم صادر منها فلا شيء عليك في ذلك، فقد قال الله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم {النساء: 148}. قال ابن عباس لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوما، فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه. وإذا لم يكن ذلك عن ظلم منها فإن عليك أن تطلبي منها السماح وتستغفري الله تعالى على ما صدر منك بغير حق شرعي، وما فعلت من الندامة والصيام فهو خير. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 2968.

وفيما يخص شراء البيت بقروض ربوية من البنك فإنه لا يجوز الإقدام عليه ـ كما أشرت ـ لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين {البقرة:278}. وما دمتم قد اشتريتم بالربا فإن عليكم المبادرة إلى التوبة النصوح وعقد العزم على عدم التعامل بالربا فيما بقي من أعماركم، ولا يلزم من ذلك بيع المنزل ما دمتم محتاجين إليه، وللمزيد من التفصيل والفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى: 3495، 1215، 1986.

وننبهك إلى أن قولك: " شاء القدر" لا يجوز وانظري الفتوى رقم: 26137.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة