المحافظة على الصلاة والرضا بقضاء الله

0 238

السؤال

سيدي المفتي أود أن أشكركم على هذه الصفحات المليئة بالعبر و الحكم و التشويق و جزاكم الله ألف خير .
سؤالي هو أني سيدة ابلغ من العمر 22 عاما تحجبت منذ عام تقريبا و مشكلتي هي أني أقطع في الصلاة كثيرا فكيف أستطيع محاربة شيطاني و المواظبة على الصلاة ؟
و سؤالي الثاني هو أني غير قادرة على الإنجاب و أنا متزوجة منذ 3 سنين و زوجي لا يتحمل يريد طفلا فكيف أقنعه بالصبر مع العلم أن عمره 34 عاما و يقول بأنه كبر و تزداد مشاكلنا و السبب الرئيسي هو الناس فمجال عمله يلتقي بكثير من المعارف الذين يسألونه كل يوم (شو صار و متى و إذا زوجتك ما بتقد اتركها) ( مع العلم أني قمت بالفحوصات و تبين أني لا أستطيع إلا بعمليات أطفال الأنابيب و التي هي مكلفة لنا لأن زوجي موظف ) فكيف أواجه الناس و أجعلهم يتركونني بحالي؟
أرجو منكم الرد ومساعدتي .
أنا متأسفة جدا على الرسالة الطويلة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصلاة من أعظم العبادات ومن أجل شعائر الإسلام، قال الله تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. { البينة: 5}.

 والصلاة هي عماد الدين وهي الفارقة بين الكفر والإيمان. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الكفر - أو الشرك - ترك الصلاة . أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم وصححه، وابن أبي شيبة.

 وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. وقال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب رسول الله لا يرون من الأعمال شيئا تركه كفر إلا الصلاة.

 هذا الحكم بالنسبة لمن يتركها ولا يؤديها، أما من يؤديها لكن يتكاسل في أدائها ويؤخرها عن وقتها، فقد توعده الله بالويل فقال: فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون . { الماعون : 5}. والويل هو واد في جهنم، نسأل الله العافية.

 وكيف لا يحافظ المسلم على أداء الصلاة، وقد أمرنا الله بذلك فقال: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين . [ البقرة: 238] وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال: من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف .

فشمري –أيتها الأخت الكريمة- وتذكري هذا الخير الكثير في الصلاة، وما يقابله من الشر في تركها أو التهاون بأمرها، فذلك أكبر حافز على المواظبة عليها.

وفيما يتعلق بموضوع الإنجاب، فلك أن تبيني لزوجك أن كل شيء بيد الله تعالى، يقسم حسب حكمته ومشيئته، ومن ذلك الولد، فهو يهب لمن يشاء ذكورا، ويهب لمن يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء ذكورا وإناثا، ويجعل من يشاء عقيما، وله في كل هذا الحكمة البالغة، فمن حرم الأولاد فعليه أن يعلم أن ذلك بتقدير من الله تعالى فيتلقاه بالصبر والرضا.

 لكن لا ييأس من الرب الشكور، وله أسوة في زكريا عليه السلام، فلم يمنعه كبر سنه ووهن عظمه، وعقر امرأته من أن يتوجه إلى ربه قائلا: رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا {مريم:4}

 فاستجاب له ربه قائلا: يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا[مريم:7].

 هذا مع الإكثار من الاستغفار والذكر، وبذل الأسباب المادية بطلب العلاج ومقابلة أهل الاختصاص من الأطباء.

وبيني لأولئك الذين يريدون الإفساد بينك وبين زوجك أنهم بذلك يرتكبون ذنبا كبيرا، وأن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة