الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية علاج الزوجة لزوجها الذي لا يصلي ويقيم علاقات محرمة مع نساء

السؤال

متزوجة منذ عشر سنوات، وزوجي يتكلم مع البنات دائما، ويقيم علاقات محرمة معهن، ويتكلم عبر الفيس مع بنات كلاما فاحشا جدا، ويرسلن له صورا سيئة، واكتشفت أنه يتكلم مع شباب باسم مستعار أيضا كلاما فاحشا، فهو في حياته مع أولاده، وأمه، ومعي، بالبيت حنون، وكريم، ولا يقصر على بيته، وأولاده، ويعلمهم الدين، ولكن على هاتفه حياة أخرى بعيدة عن الدين تماما، ولا يصلي أبدا، انصحوني، فماذا يجب أن أفعل؟ وقد صار له: 6 سنوات على هذه الحال، وقد حاولت إصلاحه، ونصيحته، ولكنه لا يرد علي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت عن زوجك من إقامة علاقات محرمة، ومحادثته فتيات بكلام فاحش، وإرسالهن صورا سيئة، وهذه بلا شك أمور منكرة، ولكن ما هو أشد نكرانا كونه لا يصلي، والصلاة هي الصلة بين العبد وربه، وهذا يعني أن هذه الصلة مقطوعة -والعياذ بالله- ومن ضيع الصلاة فهو لغيرها أضيع، كما ورد في الموطأ، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما: أن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله: إن أهم أمركم عندي الصلاة، من حفظها، أو حافظ عليها، حفظ دينه، ومن ضيعها، فهو لما سواها أضيع.

وما هو أخطر هو أن بعض أهل العلم ذهب إلى كفر من ترك الصلاة، ولو كان تركه لها تهاونا، والجمهور لا يرون كفره، فيكفي تارك الصلاة من الشر أن يختلف العلماء فيما إن كان قد خرج عن دائرة الإسلام، أم هو باق على الإسلام، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى: 1145.

فينبغي الاستمرار في نصحه، ولا سيما فيما يتعلق بأمر الصلاة، وليكن ذلك بالحسنى، واجعلي ما ذكرت عنه من أمور إيجابية مدخلاً بالثناء عليه فيه، وأن صلاح الوالدين من أعظم ما يكون سببا لصلاح الأولاد، وصيانتهم من الشر، والفساد، كما قال تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا {النساء: 9}.

ويمكنك الاستعانة ببعض أهل الخير، والصلاح، والمقربين إليه بتذكيره بأمر الصلاة، ووجوب التوبة، والمحافظة عليها، فالمرجو أن يترك تلك المنكرات الأخرى إذا وفقه الله للمحافظة على الصلاة، فقد قال الله سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت: 45}.

وننصحكِ أيضا بالتزين له، والعمل على الحيلولة دون الانصراف لغيرك من النساء، والتطلع إليهن، ولا تنسي أن تكثري من الدعاء له، فلعل دعوة صالحة منك تكون سببا في صلاحه، وتغير حاله إلى الخير، وربنا سبحانه سميع مجيب، وقادر على كل شيء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني