قراءة سورة الفاتحة والدعاء

0 605

السؤال

قرأت في كتاب مدارج السالكين بين إياك نعبد وإياك نستعين، كيف أن سورة الفاتحة بمثابة الدعاء... حيث إن الشطر الأول من السورة:
((بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين* إياك نعبد وإياك نستعين))
فهذا الشطر يفتح باب القبول بحسب كلام الشيخ ابن القيم رحمه الله، و الله يستجيب دعاء العبد بعد هذا الشطر.. فتأتي تكملة السورة:
((اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم * ولا الضالين))
ففي سورة الفاتحة نسأل الله الهداية بإحدى أعظم طرقها
وسؤالي هنا..
هل يجوز مثلا أن أدعو الله بطريقة مشابهة بحيث إني أقرأ كما في الشطر الأول ومن ثم أسمي حاجتي.
علما بأن من خوفي من أن أقع في التحريف والعياذ بالله أنوي أن يكون ما أقول بمثابة الدعاء وليس القراءة ... وأحيانا أنوي بصوت مسموع وأعيده وأعيده أكثر من مرة.
فهل هناك مخالفة شرعية في هذا الدعاء.
أفتوني أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الآيات الأوائل من سورة الفاتحة إلى قوله نستعين، تتضمن حمد الله والثناء عليه وتمجيده وإفراده وحده بالعبادة والاستعانة به، ثم يأتي بعد ذلك الدعاء اهدنا الصراط المستقيم .

فعلى المسلم أن يلاحظ هذا في صلاته وفي قراءته هذه السورة ، بحيث يتفهم وهو يقرأ هذه السورة أنه يحمد الله ويثني عليه ويمجده، ويقر أمامه بأنه يفرده بالعبادة والاستعانة به، ثم يطلب منه الهداية إلى الصراط المستقيم، وهذا من عظيم فضل الله، حيث يعلمنا كيف ندعوه بعد أن نثني عليه ونمجده، ومن هنا كان من آداب الدعاء وأسباب الإجابة عند بداية الدعاء حمد الله أولا، ثم الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ، والدعاء بعد قراءة الشطر الأول من الفاتحة بنية الثناء على الله هو من هذا القبيل، أي من الإتيان بأسباب قبول الدعاء قبل البدء به، وإن كان ذلك بنية قراءة القرآن، فغاية ما فعل أنه قرأ أول الفاتحة ولم يكملها ثم دعا لنفسه بما أحب ولا شيء في ذلك، فقد ورد في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل قراءة الفاتحة في صلاة الليل: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. رواه مسلم وغيره.

ففي هذا الدعاء آية من كتاب الله تعالى قبل الدعاء وهذا كثير.

وللفائدة طالع الفتويين التاليتين: 13714، 17793.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة