0 338

السؤال

مشكلتي أني أعاني من كثرة الخجل، وعدم الثقة بالنفس، وليس عندي شخصية وأيضا علاقتي بأمي ليست جيدة، صحيح أني أحبها ولكن لا أدري أحيانا لا أحبها أشعر أنها لا تثق في، مع العلم بأنها وفرت لي كل الرعاية واعتنت بي جيدا، لكنني أحب والدي أكثر، أرجوكم ساعدوني في حل عقدتي هي الخجل حيث أخجل من البنات والشباب، مع العلم بأني اجتماعية كيف أتجاوز هذه المشكلة، لي صديقة تقول لي إني ليس عندي شخصية وكيف أنمي شخصيتي كيف يمكنني أن يكون لدي شخصية مثل صديقاتي، لا أثق بنفسي حيث إني إذا واجهت مشكلة من المستحيل أن أحلها بنفسي، أستعين بالصديق وأحيانا لا أقرر من تلقاء نفسي؟ ولكم مني جزيل الشكر، ويعطيكم العافية، شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الخجل ليس مذموما كله، بل منه ما هو ممدوح وخاصة بالنسبة للفتيات، ومنه ما هو مذموم كالذي يحمل الشخص على التفريط في الواجبات أو ارتكاب المحرمات فهذا النوع من الخجل ينبغي للإنسان أن يدفعه عن نفسه، ولدفع الخجل أسباب علاجية يعلمها المختصون بالصحة النفسية، وفي موقعنا (الشبكة الإسلامية) يوجد قسم (استشارات الشبكة) به كثير من النصائح النافعة في كيفية تقوية الشخصية وتقوية الثقة بالنفس، وتجدينها في الاستشارة رقم 2836 والاستشارات المحال عليها، وننصحك بالتواصل مع هذا القسم فإنهم أكثر اختصاصا بحالتك.

ولكن ينبغي التنبه إلى أمر هو أن هناك فرقا بين الخجل المذموم والحياء الممدوح شرعا، فالحياء غير الخجل، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، ومع ذلك كان شديد الحياء، بل كان أشد حياء من العذراء في خدرها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الحياء شعبة من الإيمان. رواه البخاري ومسلم، وقال أيضا: الحياء خير كله. رواه مسلم، وانظري الفتوى رقم: 47561، والفتوى رقم: 16873.

هذا، وننبهك إلى أنه لا يجوز لك إنشاء علاقة مع الشباب الذكور، والواجب عليك أن تقصري علاقاتك على بنات جنسك فقط، فقد حرم الله إطلاق البصر بين الجنسين، وحرم المصافحة باليد بينهما، وحرم الاختلاط غير المنضبط، وحرم على المرأة الخضوع بالقول عند الكلام مع الرجال، وأوجب عليها الحجاب الشرعي، وألزمها القرار في البيت، كل ذلك صيانة للأعراض وحفظا للمجتمعات من الفساد.

واتقي الله واحذري ذنوبك، فقد تكون هي السبب فيما ابتلاك الله به وضعف شخصيتك.

هذا، ونوصيك بأن تبذلي الوسع في التقرب إلى والدتك وأن تتحببي إليها بقدر المستطاع، وإن كنت في البداية تشعرين بالتصنع والتكلف، فإن حق الأم عظيم وأكيد، ولأن الله هو الذي أعطاها هذا الحق، ومن أسباب التقرب إليها خدمتها ومساعدتها في جميع أعمالها المنزلية، والأدب عند الحديث معها والتواضع وخفض الجناح عند الحوار بينكما، وكذلك طاعتها فيما تأمرك به من المعروف وتقبيل يديها ورجليها، والنظر إليها نظر حب ورحمة وإشفاق، وكذلك إهداؤها شيئا يفرح قلبها، وإن كان هين الثمن كوردة طيبة الرائحة ونحو ذلك.

واسألي الله كثيرا أن يقوي إيمانك وأن يقوي قلبك وشخصيتك، وأن يزيل عنك الخجل، وأن يعينك على بر والديك، وأن يرزقك الاستقامة على دينه. والتمسي في دعائك أوقات الإجابة، كثلث الليل الآخر وأثناء السجود، وعند الفطر في اليوم الذي تصومين فيه ونحو ذلك.

والله أعلم.  

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة