0 308

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ بارك الله فيكم ونفعكم ونفع بكم.
أنا شاب فى الخامسة والعشرين من العمر قد من الله علي بالهداية إلى طاعته من حوالي ثلاث سنوات، وقد عقدت العزم بحول الله وقوته على السفر لبلاد الحرمين لتلقي العلم من علماء هذه البلاد المباركة، وأنا أطلب منكم النصيحة، وأود أن أخبركم بأني لا أحفظ من القران إلا خمسة أجزاء، فى النهاية أرجو من الله ألا تبخلوا على بنصيحتكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك على ما من الله به عليك من الهداية، وعلى ما تحفظه من القرآن، وعلى ما عزمت عليه من السفر لطلب العلم، والذي ننصحك به هو صدق النية في طلب العلم الشرعي، لأنه من أهم ما يعتني به الشخص في حياته، فبه تعرف الأحكام ويعبد الله على علم وبصيرة.

ولتعلم أخي الكريم أن العلم الشرعي يزكو به صاحبه وتعلو مكانته، ويرفع الله به درجته ويزيد المرء خشية وورعا وتقوى لله سبحانه وتعالى، وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يسأل ربه الزيادة من العلم، كما قال الله تعالى في سورة طه: وقل رب زدني علما {طه:114}، فعلى من أراد السير على طريق الهداية أن يستحضر دائما النية والإخلاص لله سبحانه، وأن يعرف للعلماء المتقدمين من السلف المكرمين حقهم، فلا يغمزهم ولا ينبزهم ولا يذكرهم إلا وترحم عليهم، وكذلك يعرف لعلماء عصره حقهم ويراعي الآداب معهم ويستنير بتوجيهاتهم وإرشاداتهم، وأن يدعو لهم بخير.

 ثم على طالب العلم أن يبدأ بالأهم فالمهم من العلم، وبما أنك قد حفظت شيئا من القرآن فعليك بقراءة كتاب تفسير مبسط حتى تعرف معاني ما تقرؤه، ثم بمختصر بسيط في العقيدة، ثم بمختصر معه آخر في الفقه، وركز على الأحكام المتعلقة بحياتك اليومية كالصلاة والطهارة وأتقن أحكامهما، ثم إن أحببت أن تتوسع وتزداد فلك ذلك.

ومن المهم أيضا أن تتعلم ما يقوم به لسانك، فتتعلم اللغة العربية وتبدأ بالآجرومية وشرحها التحفة السنية فإن علم اللغة مما لا يستغنى عنه، وقد فرط فيه كثير من الناس. ومما يجدر التنبيه عليه أن طلب العلم لا بد له من صبر ومصابرة، وصحبة مدرس وشيخ عالم، وصديق مجتهد حتى يعين السالك على طريقه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة