السؤال
ما حكم الوالد الذي يترك ابنه يسب الجلالة -وليس الدين- الله أكبر- ويقوم بإزعاج الجيران ويتعاطون الحشيش والمسكرات، هل صحيح أن الملائكة تلعنه وحتى لو كان تقيا في الدنيا والآخرة، وإذا قالوا له رب أولادك فيقول لا أستيطع الأولاد لن يسمعوا كلامي؟
ما حكم الوالد الذي يترك ابنه يسب الجلالة -وليس الدين- الله أكبر- ويقوم بإزعاج الجيران ويتعاطون الحشيش والمسكرات، هل صحيح أن الملائكة تلعنه وحتى لو كان تقيا في الدنيا والآخرة، وإذا قالوا له رب أولادك فيقول لا أستيطع الأولاد لن يسمعوا كلامي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما حكم سب الله تعالى فقد أجمع أهل العلم أنه كفر، وتراجع الفتوى رقم: 767، وتقدم حكم تناول المخدرات والمسكرات في الفتوى رقم: 1994، والفتوى رقم: 2750.
وأما بخصوص مسؤولية والد هذا الابن الذي يقوم بهذه الأمور، فلا شك أن الوالد مسؤول عن تربية أبنائه التربية الصالحة، وتنشئتهم على الأخلاق الفاضلة، وإبعادهم عن مواطن الشر والفساد، وهذا واجب عليه بصفته وليهم، وبتقصيره فيه يأثم، لحديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...
فإذا بلغ الابن فلا ولاية للأب عليه إلا في حالة أن يكون مفسدا فللأب تأديبه حينئذ، قال الفقهاء: وتنتهي ولاية الأب على الغلام إذا بلغ وعقل واستغنى برأيه، إلا إذا لم يكن مأمونا على نفسه، بأن يكون مفسدا مخوفا عليه، فللأب ولاية ضمه إليه لدفع فتنة أو عار، وتأديبه إذا وقع منه شيء. انتهى من الموسوعة.
فإذا كان الأب غير قادر على تأديبه ولا منعه من هذه التصرفات، فعليه أن ينكر عليه بحسب قدرته باليد إن استطاع، وإلا باللسان والقلب، وليس مسؤولا أمام الله عن تصرفاته بعد أن يبذل الجهد في نصحه، لقول الله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى {الأنعام:164}، وأما بشأن هل الملائكة تلعنه وإن كان تقيا؟ فلا نعرف فيه شيئا من نصوص الوحيين.
والله أعلم.