السؤال
سمعت في إحدى الدروس حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه المحاضر ما معناه: (اضمن لي ستة أضمن لك الجنة) ما متن هذا الحديث؟ وما درجته؟ وما هي هذه الوصايا التي جاء ذكرها في هذا الحديث؟ علما أنه ما بقي في ذهني هو (الحفاظ على العهد ...والوعد......إلى آخره؟ وكيف الحفاظ على هذه الوصايا؟
جزاكم الله خير الجزاء.
.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المشار إليه رواه الإمام أحمد في المسند وغيره، ولفظه كما في المسند مرفوعا: اضمنوا لي ستا من أنفسكم اضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم. والحديث حسن كما قال الأرناؤوط والألباني في السلسلة.
وقد روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه، أضمن له الجنة. ومضمون الحديث التنبيه على خطورة اللسان والفرج، والحث على حفظهما، وأن من فعل ذلك كان جزاؤه الجنة، كما هو في الحديث.
وقد ورد في حديث آخر لا علاقة له بالحديث الأول ذكرت فيه ستة حقوق للمسلم على أخيه المسلم، وهو حديث صحيح، ولفظه كما في صحيح مسلم: حق المسلم على المسلم ست، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه.
وأما الحفاظ على العهد والوعد، فقد وردت عدة أحاديث في الحفاظ عليهما، وأن نقض العهد وإخلاف الوعد من صفات المنافقين.
ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وقال إني مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أوتمن خان. وفيهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خلصة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.
وأما كيف يحافظ المسلم على ذلك، فهو بالاستعانة بالله تعالى ومراقبته واستحضار عظمته، وما يترتب على الامتثال من الثواب الجزيل عند الله تعالى، وما قد يترتب على المخالفة من العقاب الشديد، نسأل الله تعالى السلامة والعافية والعون على طاعته.
وقد وردت بعض الوصايا والحقوق في كتاب الله تعالى، نرجو الاطلاع عليها في الفتوى رقم: 10814.
والله أعلم.