0 246

السؤال

لدي مشكلة تؤرقني وهي أنني وفي بعض الأحيان ربما أتساهل في أداء العبادات ولكن في نفس الوقت لا أقبل لنفسي أن آكل حراما قط وفي بعض الأحيان ولشبهة بسيطة أتنازل عن الكثير من الحقوق الخاصة بي وغير ذلك فمثلا كان لدينا طفلة يتيمة هي ابنة عمتي المتوفاة وكان أبوها إذا أتانا ونحن صغار يحضر لكل الأسرة فواكه وغير ذلك وكانوا لما يعطونني نصيبي من ذلك كنت أتحايل لأخرج من المنزل لأقذف بهذه الفاكهة من رأس المنزل ظنا مني أنني آكل مال اليتيم، وهكذا استمرت معى هذه الحالة فصرت أتنازل عن شراء كثير من الأشياء بحجة أن من أشتري منه ربما يكون قد حصل عليها بطريقة غير شرعية أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتساهل في العبادات ليس من شيم المؤمنين، وكل ما أمر الله به أو أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن يطبق حسب الاستطاعة، استجابة لقول الله تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم {النور: 63}.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه.

ثم إن الابتعاد عن ترك الحرام واجب، ولكنه إذا تحول إلى تنطع صار مذموما، روى مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هلك المتنطعون... قالها ثلاثا.

والذي ذكرته من التحايل لقذف الفواكه وغيرها مما يهدى إليك به، وتنازلك عن شراء أشياء خوفا من أن يكون الذي تشترين منه ربما يكون قد حصل عليها بطريقة غير شرعية، ونحو ذلك داخل في التنطع وليس من الورع.

واعلمي أن اليتيم في الشرع هو ما كان من جهة الأب، لا الذي من جهة الأم، مع أن الابتعاد عن أكل أملاك الغير هو الواجب، ولو كان صاحبها غير يتيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة