السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ بارك الله فيكم :
كنت أرسلت إليكم باستفسار عن عدد الساعات التي يجب الحفاظ عليها في تحصيل العلم، ويبدو أني لم أجد طرح السؤال فأرجو أولا من فضيلتكم أن تسامحوني في ذلك ، ثانيا : فخلاصة القول أنى أحلم بأن أكون في يوم من الأيام كالشيخ ابن باز أو الشيخ ابن العثيمين ، قد تتهمونني بالجنون أو السفه خاصة أني بدأت في طلب العلم متأخرا ( 25 سنة ) لكن يعلم الله مكانة هذين العالمين في قلبي فهما الآن قدوتي ، وأرى أن الإنسان يجب أن يجعل له قدوة يرى أنه يصعب الوصول لمستواها لأنه وإن لم يصل لمستواها يكون قد وصل لمستوى مرضي على أقل تقدير ، وأقصد بأنهما قدوتي أي في زماننا المعاصر وإلا قدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعوهم ، في النهاية أرجو منكم نصحي ماذا يجب علي فعله كي أكون مثل هذين العالمين الربانيين نحسبهم كذلك ولا نزكي عل الله أحدا
وماذا عن الزواج هل أتركه الآن للتركيز في طلب العلم أم أتزوج خاصة أنى أرى أن الزواج سيساعدنى ويجعلني أكثر استقرارا وإعفافا لنفسى فى زمن أصبح العري فيه هو الأساس وذلك واضح جدا فى بلدي مصر
آسف على الإطالة وكذلك على الإلحاح في السؤال وأرجو أن لا يكون ذلك يسبب لفضيلتكم أي ضيق .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي أن يكون تأخرك في بداية طلب العلم مقعدا لك عن الدراسة، فلقد بدأ الصحابة طلب العلم وهم كبار في السن ثم تفقهوا وسادوا الدنيا وملؤوها علما وفقها، وكذلك فإن كثيرا من فقهاء الأمة قد تأخروا في الطلب لكنهم بفضل الله تعالى وتوفيقه لهم ثم بعلو همتهم نبغوا وظهروا، ومن هؤلاء الإمام العز بن عبد السلام سلطان العلماء، فقد بدأ طلب العلم وقد تجاوز الأربعين من عمره.
ومن أهم ما يعينك على طلب العلم مجالسة الصالحين الذين رزقهم الله علو الهمة في طلب العلم، فإن صحبتهم نافعة جدا ، والصاحب ساحب والطباع سراقة.
ومما يرفع همتك كذلك قراءة سير العلماء والأئمة المتقدمين الذين علت همتهم واستخدمهم الله في حفظ دينه وتبليغ شريعته فكانت أقدامهم في الثرى وهممهم في الثريا، ومن الكتب التي اختصت بذكر أخبارهم كتاب نزهة الفضلاء في اختصار سير أعلام النبلاء للدكتور محمد حسن عقيل موسى، وكتاب صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل للشيخ عبد الفتاح أبو غدة ، وكتاب: علو الهمة للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم.
وانظر طريقة التعلم المرضية في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 56544 51291 57232 4131.
وبالنسبة لعلاقة الزواج بطلب العلم راجع الفتوى رقم: 10426.
واعلم أنه لا ضابط لتحديد ساعات الطلب في اليوم والليلة، وإنما ينبغي أن تستغل جميع وقتك فيما ينفعك ولا تجعله يذهب سدى دون انتفاع أو استفادة، فبادر بالمذاكرة والدراسة قبل الشواغل التي تطرأ في المستقبل كمرض أو طلب رزق أو نحو ذلك.
والله أعلم.