السؤال
أنا أحمد من ليبيا وأرجو منكم الحل لأنى سأختنق، أعاني من مشكلة هي أن أمي تخون أبي في الهاتف وأنا سمعتها كثيرا، وأبي رجل محترم أبي يشتغل في مكان بعيد عنا من أجل أن يطعمنا وأنا الآن ماذا أفعل ناحية أمي أكرهها ، هل أقول لأبي وأخرب البيت أم أسكت وأدسها في قلبي حتى ينفجر ماذا أفعل؟
أرجو الرد.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت على يقين مما تقول وليس مجرد شك وظن، فيجب عليك نصح أمك برفق ولين، وأن تبين لها بأدب بأن ما تقوم به معصية كبيرة وذنب عظيم، وأن تحذرها من عقوبة وعاقبة ما تقوم به، وحاول أن تظهر لها حرصك على إنقاذها مما هي فيه، وأنك مشفق عليها، وليكن لك أسوة حسنة في نصيحة إبراهيم عليه السلام لأبيه وهو يحاول إنقاذه من الكفر، فقد كان معه في غاية الأدب واللين، وأظهر له خوفه عليه من عذاب الله تعالى، مكررا لفظة: (يا أبت) مرات عديدة، وهي لفظة تدل على تأدب إبراهيم عليه السلام في خطابه لأبيه، وتذكر الأب بعلاقة الرحم التي بينه وبين ابنه، قال تعالى: واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا * إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا {مريم: 41-45}.
ولما رفض أبوه الاستجابة له، وعنفه وهدده، ما كان منه إلا أن قال: قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا {مريم: 47}.
فإن لم تستجب لك أمك فكرر نصيحتك لها مرات ومرات، فإذا استجابت كان هذا هو المطلوب، وإن أصرت على معصيتها، فخوفها من وصول الخبر إلى أبيك، كأن تقول لها مثلا بأن أباك لو علم بهذا الأمر فإن الأمور ستسوء بينهما، دون أن تصرح لها بأنك ستخبره أنت بذلك، فربما أفاد هذا الأسلوب في إعراضها عن هذه المعصية.
فإن لم ينفع شيء من تلك الأساليب فنبه أباك بما يفهم منه أن عليه أن يراقب بيته ويعرف ما يجري فيه، ذلك لارتكاب أخف الضررين ولدفع أعظم المفسدتين.
ولا تنسى الإكثار من الالتجاء إلى الله عز وجل ودعائه، والإلحاح في ذلك بأن يهدي أمك ويتوب عليها من هذا الذنب، وتخير أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل، فإن الله تعالى ينزل فيه إلى السماء الدنيا فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له.
والله أعلم.