طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها

0 432

السؤال

إنني شاب في السابعة والعشرين من عمري التقيت بشابة مؤمنة تقية صالحة في مكان عملي تكبرني في السن بثمان سنوات وعرضت عليها الزواج فوافقت بشرط موافقة أهلي، لكني أواجه رفضا ومعارضة شديدة من قبل والدي ووالدتي ، فهل أخالف أهلي في هذا الزواج وأكسب عقوقهم وغضبهم علي أم أطيعهم وأطرح فكرة الزواج من هذه الشابة المؤمنة الصالحة(علما أننا متكافئان من جميع النواحي)؟ وهل مسألة فرق العمر بحيث تكون الزوجة أكبر من زوجها مكروه في ديننا؟أم هل تؤثر في مستقبل العلاقة الزوجية؟شكرا لكم مقدما على إجابتكم.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كانت هذه الفتاة مؤمنة تقية صالحة حقا، فحاول إقناع والديك بزواجك منها، وذكرهم بقوله صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم.
أما إذا لم يوافقا على ذلك لأجل فارق العمر بينك وبين تلك الفتاة، فننصحك بعدم عقوقهما، والحرص على رضاهما، لأنهما بلا شك يريدان مصلحتك، ورأيهما ناشيء عن تجربة وخبرة في الحياة، ولأنك لو تزوجت بغير رضاهما فقدت رضاهما، وربما لم توفق في زواجك أيضا.
وإن تركت هذا الزواج طاعة لهما، فأحرى أن يعوضك الله خيرا مما تركت.
أما مسألة فرق العمر بين الزوجين فهو أمر نسبي يختلف تأثيره من فرد لآخر، ومن بيئة لأخرى، فالفارق البسيط لا يؤثر، وربما كان كبر سن المرأة عن الرجل مؤثرا أكثر من كبر سن الرجل، وذلك راجع لخصائص كل من الرجل والمرأة، علما بأن زواج الرجل بامرأة أكبر منه سنا ليس مكروها في الدين، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين (خديجة) ـ رضي الله عنها ـ وهي أسن منه ببضع عشرة سنة، وتزوج (عائشة) ـ رضي الله عنها ـ وهو أسن منها بكثير.
لكن يرفض كثير من الآباء والأمهات زواج الرجل بامرأة تكبره سنا، لما قد يكون له من آثار سلبية على مستقبل العلاقة الزوجية، ومن هذه الآثار أنه ربما ندم الزوج على زواجه لظهور علامات الكبر على الزوجة مبكرا، ففكر بالزواج من أخرى، أو ربما كانت المرأة الكبيرة ترى أنها الأكبر فتفرض سيطرتها على الزوج، وتحول بينه وبين كمال القوامة على البيت والأسرة.. إلخ.
وأخيرا ننصح السائل ـ الكريم ـ بالاستشارة والاستخارة وتفهم حال الوالدين، والنظر إلى هذه المسألة برؤية شاملة، وفقك الله لما فيه صلاحك. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة