0 312

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد، فأنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة وأشتغل حاليا موظفا.
تمت خطبتي منذ ما يقارب السنة من فتاة تسكن بجوارنا ولم تكمل دراستها. وقد كانت لهذه الخطبة عدد من الأسباب:
- لقد ألح علي والدي منذ مرحلة دراستي الجامعية في الزواج منها ولكنني رفضت حينذاك ، لكن والدي بقي متمسكا برأيه باعتبار أنه دائم الذهاب إليهم وهو يعرفهم عن قرب منذ مدة. مع العلم أن أخا هذه الفتاة يشتغل في التجارة مع اخي.
- بعد أن أكملت دراستي الجامعية بقيت حوالي سنتين بدون عمل قار. ورغم ذلك علمت أن والدي مازال متمسكا بنفس الفتاة ولا يفكر إلا في زواجي.
- لقد أعطى والدي رقم هاتفي إلى تلك الفتاة وشجعها على مهاتفتي وذلك بعد أن رفضت كل من تقدم لخطبتها. وفعلا كلمتني في الهاتف وأخبرتني برغبتها في الزواج مني وقد أحسست بالشفقة عليها مع نوع من الإعجاب بها وأعلمتها أنه في الوقت الحاضر لا أفكر في الزواج كما أني لا أعرفها ومع مرور الوقت أصبحت تتصل بي كثيرا وأحسست بنوع من الركون كما أنني فكرت في رضا الوالدين وخاصة رضا والدي.
وبعد مدة ألح والدي على ضرورة أن أخطبها بصفة رسمية رغم عدم وضوح رؤيتي وقد طلبت منه إعطائي بعض الوقت لكنه رفض وهددني أنه إذا لم أخطبها فلن يقبل أي فتاة أخرى وانه إذا مت لن يتبع جنازتي. ونتيجة لذلك وافقت وقدمنا الخاتم للفتاة .
بعد مدة نجحت في مناظرة والتحقت للعمل بالقطاع العمومي. وبعد ذلك بدأت مراجعة نفسي وأحسست أن الاختيار لم يكن مناسبا خاصة أن الفتاة غير متدينة ولها أقارب سمعتهم سيئة، علما وأن أباها قد طلق أمها منذ بعض السنوات وهم الآن تحت كفالة أخيهم الأكبر الذي يشتغل بعيدا عنهم مع أخي.
- فكرت طويلا في قطع هذه العلاقة لكنني لم أستطع خوفا من سخط والدي علي كما وجدت الفتاة مطيعة لي في عديد الأشياء فقد نصحتها بالتحجب وتحجبت وأخبرتها أن زواجنا سيكون على السنة إن شاء الله ووافقت.
لكنني أشعر دائما أن نشأتها لم تكن نشأة دينية وأخاف ان لا ترعى الحياة الزوجية حق رعايتها بالنظر إلى طبيعة بعض أقاربها الذين هم في تواصل مع عائلتها كما أنها تحضر في أعراس أقاربها المختلطة رغم نصيحتي إليها.
- ونتيجة لجهل عائلتها بأمور ديننا الحنيف فإن علاقتهم بأقاربهم متداخلة فالفتيات يقبلن أبناء أعمامهن في الأعياد والمناسبات ويمكنهم الخلوة بهن وقد أخبرتها برفض الشرع لذلك وأبدت تفهمها وموافقتها لكنها أخبرتني أنها ورغم تحجبها لا يمكن إلا أن تسلم على أبناء عمها بدعوى التواصل العائلي والتقارب الأسري.
مع العلم وإنني أحاول إرضاء ربي ووالدي وبدأت أحس بحيرة وقلق ولم أعد أستطع أن أتخذ موقفا واضحا. فهل أواصل محاولة إصلاح هذه الفتاة التي أبدت موافقتها لنصائحي؟ أم أقطع هذه العلاقة نتيجة وجود هذه الفتاة في بيئة غير نقية رغم ما أظهرته من محاولة للالتزام وأخسر بذلك والدي الذي وللأسف رغم صلاته لا يلتزم بالسنة ولا يقبل أن يعصى أمره؟
أفيدونني جازاكم الله خيرا، علما وأن خالتي متدينة وبناتها متدينات وقد أبدت رغبتها في أن أتزوج إحدى بناتها وذلك قبل أن أخطب هذه الفتاة.
أرجو إرسال الجواب وإحالتي على رقم سؤالي في الشبكة الإسلامية لأن مراسلاتكم تظهر في شكل رموز ولا يمكن قراءتها.
وبارك الله في أعمالكم وسدد آراءكم ودمتم خير سند للشباب المسلم والله ولي التوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما هل يلزم الولد طاعة والده في الزواج من امرأة معينة ، فقد تقدم حكمه في الفتوى رقم  35285، وحاصلها أنه لا يلزمه ذلك هذا من حيث الحكم الشرعي ، أما من حيث النصح والمشورة ، فنرى أن تطيع والدك ، وأن تكسب بره وتفوز برضاه بالموافقة على الزواج بهذه الفتاة إذا أبدت رغبتها في الالتزام ، وأظهرت تقبلها للنصح ، ورجوت صلاحها واستقامتها

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة