السؤال
ما معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أعذر الله الى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة) رواه البخاري.
ما معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أعذر الله الى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة) رواه البخاري.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد أخرج البخاري في صحيحه حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة. قال المناوي في فيض القدير في شرح ذلك الحديث: أعذر الله إلى امرئ أي سلب عذر ذلك الإنسان فلم يبق له عذر يعتذر به كأن يقول: لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به، فالهمزة للسلب. أو بالغ في العذر إليه عن تعذيبه حيث أخر أجله يعني أطاله حتى بلغ ستين سنة لأنها قريبة من المعترك وهو سن الإنابة والرجوع وترقب المنية ومظنة انقضاء الأجل، فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار ولزوم الطاعات والإقبال على الآخرة بكليته، ثم هذا مجاز من القول فإن العذر لا يتوجه على الله وإنما يتوجه له على العبد، وحقيقة المعنى فيه أن الله لم يترك له شيئا في الاعتذار يتمسك به، وهذا أصل الإعذار من الحاكم إلى المحكوم عليه. وقيل لحكيم: أي شيء أشد؟ قال: دنو أجل وسوء عمل. وللاستزادة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 46037
والله أعلم.