السؤال
أرجو أن تتسع صدوركم لسؤالي هذا على ما قد يكون فيه من جهل.سؤالي يتعلق برؤية الملائكة و خاصة ملك الموت من قبل البشر. فقد وقعت حادثتان جعلاني أرسل هذا السؤال. الأولى عندما توفي أبو صديقي قبل سنين، فقد قالت أخت صديقي وقتها إنها رأت في الليلة التي توفي فيها والدها رجلا يرتدي البياض يمر من أمام باب غرفتها إلى غرفة أبيها. و الأخرى قبل أيام حيث رأت أختي أبي المتوفى من 9 سنين واقفا أمامها، و في نفس الليلة توفيت جارتنا.فهل يمكن أن يكون هناك علاقة بين هاتين الرؤيتين و حالات الوفاة التي حدثت؟
جزاكم الله خيرا على سعة صدركم و خدمتكم الجليلة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع من رؤية الملائكة من طرف بعض الناس ، فقد أرسل الله جبريل إلى مريم في صورة بشر رجل ، قال تعالى : واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا {مريم : 16 ـ 17 ـ 18 ـ 19 ـ }
وإبراهيم عليه السلام جاءته الملائكة في صورة بشر رجال، ولم يعرف أنهم ملائكة حتى كشفوا له حقيقة أمرهم ، قال تعالى : هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم قال ألا تأكلون * فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم {الذاريات: 24 ــ 28 }
وجاءوا إلى لوط في صورة شباب حسان الوجوه وضاق لوط بهم وخشي عليهم قومه فقد كانوا قوم سوء يفعلون السيئات ويأتون الذكران من العالمين ، قال تعالى : ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب {هود: 77 }
وإذا قلنا بإمكان رؤية الملائكة في اليقظة فحري بها أن تمكن في النوم ولكن لا يستطيع أحد الجزم إذا رأى شيئا في اليقظة أو في النوم أن الذي رآه هم من الملائكة، لأن إثبات أنهم ملائكة متوقف على وحي من الله عز وجل ولأنه إذا كان أمرهم لم يتبين لإبراهيم ولوط عليهما السلام حتى أخبرتهم الملائكة فباقي الناس أولى بعدم التبين .
ثم إن الرؤى والأحلام لا يمكن أن يبنى عليها شيء، وإنما هي مبشرات إذا كانت سارة .
وعليه، فلا يمكن الجزم أن ثمت علاقة بين الرؤيتين وبين حالتي الوفاة .
والله أعلم .