السؤال
لدي أخ عمره 14 سنة، دخل في مرحلة المراهقة من جديد، وأصبح يصاحب البنات وما شابه ذلك، وأنا أحاول أن أشده إلى الصلاة في بعض الأحيان، وأحدثه بالدين دون أن يعلم بأني أعرف كل شيء عنه، ولكن دون جدوى، وأنا وعائلتي نسكن في دولة أوروبية، وأخاف أن أضغط عليه كثيرا فينفر من الدين بشكل كامل، ويزداد سوءا.
أرجوكم أفيدوني، ماذا أفعل؛ لأساعد أخي قبل أن يقع في الكبائر والعياذ بالله، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نبه العلماء والمربون إلى أنه ينبغي للوالدين أن يحرصا على تربية الطفل، وغرس مبادئ الخير فيه مبكرا كما قال ابن أبي زيد القيرواني في رسالته: ليسبق إلى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى لهم بركته وتحمد لهم عاقبته، وقد قيل: التعليم في الصغر كالنقش في الحجر، والطفل في صباه كالغصن الرطيب توجهه وتميله أينما شئت، فأما إذا شب عن الطوق ودخل سن المراهقة سيما في تلك البلاد التي يقل فيها الجليس الصالح ويكثر جليس السوء، فمن الصعوبة بمكان تطويعه، وقد ملأ عينيه وأذنيه بالملهيات والمغريات، فيحتاج إلى صبر ومجاهدة وحرص.
والدعاء، فدعوة الوالدين لا ترد، ومداومة النصح والتعليم وإيجاد صحبة صالحة له تعينه على الالتزام، وتسلك به طريق الرشاد، والابتعاد به عن أصدقاء السوء، فإنهم قاصمة الظهر، وتأثيرهم على سلوكه وأخلاقه مثل النار في هشيم اليبس، وقد قيل:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
وقيل:
واختر صديقك واصطفيه تفاخرا إن القرين إلى المقارن ينسب
واحذر مصاحبة اللئيم فإنه يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب.
وقد بينا واجب الأهل تجاه المراهق المعرض عن الصلاة، وكيفية نصحه وإرشاده، وذلك في الفتوى: 57750، فنرجو مراجعتها.
نسأل الله تعالى أن يهديه ويشرح صدره للإيمان ويوفقه لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب.
والله أعلم.