السؤال
قبل أن أتزوج بسنوات أردت أداء العمرة، ولكنني عجزت عن أدائها لعدم توفر محرم فنذرت عندما أتزوج سوف أذهب لأداء العمرة فى أول شهر رمضان بعد الزواج وتزوجت وقلت لزوجي ذلك فقال انتظري حتى تتوفر لدينا الإمكانيات لأداء الحج، فالحج فريضة، وهو الأهم، ما الحكم، مع العلم بأنني متزوجة منذ 3 سنوات ولم أنجب فهل من الممكن أن يكون عدم وفاء النذر سبب فى ذلك، أرجو إفادتي؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن نذر طاعة لله وقربة من القربات يتقرب بها إليه فإنه يجب عليه الوفاء بنذره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه... رواه البخاري، وانظري الفتوى رقم: 2522.
ولا يجوز تأخير النذر المؤقت بوقت محدد بلا عذر، وقد بينا حكم تأخيره وما يترتب على من أخره دون عذر في الفتوى رقم: 471، والفتوى رقم: 26910. فتجب عليك المسارعة إلى الوفاء بنذرك وإخراج كفارة يمين كما بينا.
وأما عدم مجيء الذرية فمن أسبابه الوقوع في المحرمات والمعاصي لأن الذرية من الرزق، وفي الحديث عن أحمد وغيره: وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر.
قال المناوي في فيض القدير: وقال بعضهم اعلم أن من الحوادث ما ظاهره عنف وباطنه لطف كحرمان الرزق مما يصيبه من الذنب فإن العبد إذا أعرض عن ربه و اشتغل بما أسبغ عليه وأحب إقباله حرمه سعة ما بسط له ليخاف فيرتدع ويضيق عليه جهات الرزق فيلجأ إليه ويقبل بالتضرع إليه... انتهى.
ولا شك أن عدم الوفاء بالنذر وتأخيره لغير عذر معصية من المعاصي تجب التوبة منها والندم عليها، وقد بينا بعض الأسباب المؤدية إلى الحرمان من الذرية وكيفية علاجها وذلك في الفتوى رقم: 22213.
فالتوبة التوبة والدعاء الدعاء والإكثار من الاستغفار ولا حرج أن تعرضي نفسك على طبيبة مختصة، وكذا زوجك يعرض نفسه على طبيب مختص فربما كان بأحدكما مانع، ولكن تأخر الذرية لا يعني عدمها، فكم من زوجين جلسا طويلا عشر سنين فأكثر ثم رزقهما الله بالولد.
والله أعلم.