هل ينتفع بالمال الموروث الذي يشك أنه حرام

0 213

السؤال

لي خطيب توفي والده وترك له ميراثا كبيرا هو وإخوته وأمه هو سيجهز للزواج من ميراث أبيه وأنا سمعت من الكثير أن مال والده من تجارة المخدرات مع العلم أنه كان يعمل في الشرطة وأن جزءا من المال مال والدته التي عملت بالخارج لا هو ولا إخوته يعلمون شيئا عن أبيهم وأنا لا أعرف هل مجرد السماع يؤكد أم أنه مجرد شك وسمعت أن الشيخ الشعراوي قال إن بمجرد موت صاحب المال يصبح المال حلالا والله أعلم مع العلم أنه لايستطيع التجهيز من أي مصدر آخر وأنا لا أستطيع إخباره وإثارة الفتنة في أسرته من مجرد السماع وأنا لم أشاهد شيئا لا أنا ولا أهلي أفتوني أفادكم الله هل تصبح حياتي حراما إذا هو جهز من هذا المال وهو بالفعل مال حرام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في الفتوى رقم : 57974 ، أنه لا ينبغي إساءة الظن في المسلم لمجرد أنه له مال لم يطلع على مصدره ، وقد قال تعالى :  يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم {الحجرات: 12 } ولا يرفع ذلك الإثم كلام الناس وحديثهم فقد قال صلى الله عليه وسلم : كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع . رواه مسلم

وإذا كان الوارث لا يدري من أين اكتسب مورثه المال فهو حلال له لأنه محمول على الأصل ، ولا يجب عليه البحث والتنقيب عن مصدره ، قال النووي في المجموع: من ورث مالا ولم يعلم من أين كسبه مورثه أمن حلال أم من حرام ، ولم تكن علامة فهو حلال بإجماع العلماء ، فإن علم أن فيه حراما وشك في قدره أخرج قدر الحرام بالاجتهاد. انتهى

وأما إن كان يعلم حرمة المال لكونه أخذ بطريق الحرام فإن موت المورث لا يطيبه للوارث كما بينا في الفتوى رقم : 9616 . وأما ما ذكرت عن الشيخ الشعراوي فلم نقف عليه، ولكن الصواب ما ذكرناه عن أهل العلم ، فإذا لم تكن لك بينة على أن جميع ماله حرام أو أغلبه فلا حرج عليك ولا عليه في عمل الزفاف وتجهيز الفرح منه ولا ينبغي التنطع في ذلك .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة