الجهل بآثار الطلاق البدعي لا عبرة به

0 194

السؤال

أرجو منكم الإجابة عن هذا السؤال و جازاكم الله عني كل خيرأما بعد فإنني أعيش في إحدى الدول الإسلامية ، ندين فيها إلى الله بالمذهب المالكي و لكن القوانين الوضعية التي نتعامل بها في ميدان الأسرة من زواج و طلاق و تبني و حضانة لا تلتزم بما جاء في الشرع.و أنا رجل متزوج منذ 14 سنة ، عشت مع زوجتي خلافات عديدة وعميقة ، أدى بي ذلك إلى التلفظ بكلمة "أنت طالق" ثلاث مرات في مناسبات مختلفة :كانت الأولى منذ حوالي 8 سنوات ، ثم كانت الثانية منذ 3 سنوات و كانت الأخيرة منذ بضعة أيام ، و إن كانت الأولى و الثانية طلاق بدعة (الأولى في طهر باشرتها فيه ، و الثانية عند حيضها علما و أني كنت أجهل حكم طلاق البدعة جهلا تاما) فإن الثالثة كانت في حال طهر لم أباشرها فيه.و سؤالي هو التالي : هل الطلاقان الأولان واقعان أم لا؟ و هل صحيح أنه يمكن عدم الاعتداد بالطلقات الثلاث طالما أن القانون الذي ينظم حياتنا يجعل الطلاق من مشمولات القاضي و المحاكم دون غيره. و إذا ما كان الطلاق واقعا فهل يجوز أن أواصل العيش في شقة تقع فوق شقة طليقتي علما أنهما على ملك والدي في بناية تحتوي على هاتين الشقتين فقط و هما شقتان منفصلتان تماما يجمعهما الباب السفلي الذي يؤدي إلى الدرج ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الحال على ما ذكرت فقد بانت منك زوجتك بينونة كبرى فلا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك ، وراجع الفتوى رقم : 11304 ، وكون الطلقة الأولى والثانية من الطلاق البدعي فإنه لا يمنع من وقوعهما على الراجح ، وتراجع الفتوى رقم : 8507 ، والفتوى رقم: 50546 ، ودعوى الجهل بوقوع الطلاق البدعي لا عبرة بها ، وأما دعوى عدم الاعتداد بالطلقات الثلاث إذا كان القانون يجعل أمر الطلاق إلى القاضي فدعوى غير صحيحة ، ولكن إذا رفعت مثل هذه القضية إلى القاضي الشرعي وحكم هذا القاضي بعدم وقوع الطلقة الأولى والثانية لكونهما من الطلاق البدعي أخذ بقوله ، لأن حكم القاضي رافع للخلاف ، ومن هنا نرى أن الأولى مراجعة المحاكم الشرعية في مثل هذه المسائل ، وأما بخصوص سكن هذه المرأة المطلقة في شقة وسكنك أنت في شقة أخرى فلا حرج فيه إن شاء الله ما دامت الشقتان مستقلتين كل بمرافقها، ولا يضر اتحاد الممر الخارجي .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة