السؤال
تركتْ زوجتي المنزل غاضبة بسبب خلافات زوجية، وذهبتْ إلى منزل أهلها وطلبتْ الطلاق، ولكنني لم أطلقها. وبعد شهر، أرسل لي أحد أقاربها صورة لها، وكانت تظهر فيها وكأنها تضع مكياجًا وعدسات لاصقة، وقد زينت وجهها بالكامل. فغضبتُ جدًا وظننتُ بها سوءًا، واعتقدت أنها تتزين لغيري، وأنها ترغب في الزواج من شخص آخر.
فقمت بإرسال رسالة إليها أخبرتها فيها بأنها طالق. ولكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، عندما تحدثت معها لاحقًا، اكتشفت أن الصورة كانت نتيجة استخدام برنامج فوتوشوب، وأنها لم تضع مكياجًا أو عدسات، ولم تفعل أي شيء من ذلك. كما تأكدت أنها لا تريد الطلاق، ولا ترغب في أحد غيري، خصوصًا أن لدينا طفلة. والله يعلم بنيتي، إنني -والله- لم أطلقها إلا بسبب تلك الصورة المشبوهة، والتي اتضح لاحقًا أنها ليست حقيقية.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت طلقت زوجتك بسبب الصورة التي رأيتها فيها متزينة، ولو علمت أنها لم تفعل ذلك ما كنت طلقتها؛ فالراجح عندنا في هذه الحال؛ أن طلاقك غير واقع، لكون الطلاق مبنيًا على علة تبين انتفاؤها.
قال ابن القيم -رحمه الله-: والمقصود أنه إذا علل الطلاق بعلة، ثم تبين انتفاؤها. فمذهب أحمد أنه لا يقع بها الطلاق، وعند شيخنا لا يشترط ذكر التعليل بلفظه، ولا فرق عنده بين أن يطلقها لعلة مذكورة في اللفظ أو غير مذكورة، فإذا تبين انتفاؤها لم يقع الطلاق، وهذا هو الذي لا يليق بالمذهب غيره، ولا تقتضي قواعد الأئمة غيره، فإذا قيل له: امرأتك قد شربت مع فلان، أو باتت عنده، فقال: اشهدوا علي أنها طالق ثلاثا، ثم علم أنها كانت تلك الليلة في بيتها قائمة تصلي، فإن هذا الطلاق لا يقع به قطعًا. انتهى من أعلام الموقعين عن رب العالمين.
والله أعلم.