السؤال
أسمع وأقرأ الكثير على أن الدهن للرأس من السنة النبوية الشريفة وأنه كان يوصي به، فهل صح ذلك عن الرسول الكريم؟
أسمع وأقرأ الكثير على أن الدهن للرأس من السنة النبوية الشريفة وأنه كان يوصي به، فهل صح ذلك عن الرسول الكريم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دهن رأسه والوصية بتكريم الشعر ودهنه وقد عد بعض العلماء ذلك من السنة، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة. رواه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والمنذري والألباني.
وعن جابر بن سمرة أنه سئل عن شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان إذا ادهن رأسه لم ير منه، وإذا لم يدهن رئي منه. رواه مسلم.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان له شعر فليكرمه. رواه أبو داود، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح، قال صاحب عون المعبود في شرحه: من كان له شعر فليكرمه، أي فليزينه ولينظفه بالغسل والتدهين والترجيل، ولا يتركه متفرقا، فإن النظافة وحسن المنظر محبوب.اهـ
وعن جابر قال: كان لأبي قتادة جمة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أكرمها وادهنها. رواه الطبراني في الأوسط من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهي ضعيفة، وبقية رجاله ثقات، وقد ضعفه الألباني في تمام المنة.
وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدهن بالزيت وهو محرم غير المقنت يعني غير المطيب. رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن أبي شيبة كلهم من طريق فرقد السبخي وهو ضعيف، كما قال الزيلعي والألباني وقد ضعفا الحديث بسبب ذلك.
وقال الدمياطي في شرح إعانة الطالبين: (قوله يسن لكل أحد الادهان غبا) أي وقتا بعد وقت بحسب الحاجة وذلك لخبر الترمذي وصححه عن عبد الله بن مغفل قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الادهان إلا غبا، وفي الشمائل للترمذي عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته. انتهى. وحديث الشمائل الذي ذكر الدمياطي في سنده يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف وقد ضعف هذا الحديث العراقي في المغني.
والله أعلم.