السؤال
يحتج زوجي في تقصير لحيته بأن في ذلك اختلافا بين العلماء، فهل توجهونه بالإقناع بالحجة العلمية إلى التمسك بالسنة في الظاهر كما الباطن، وهل تدلونا على موعد يتكلم هو معكم في حوار مباشر عبر الإنترنت باستخدام الميكروفون حتى يتم إقناعه، علما بأنه أيام الجامعة كان أكثرا التزاما وما كان يفرط في شيء من دينه ثم حدث لي وله بعد الزواج انتكاسة في العبادات وانشغالنا بالدنيا والأولاد، فلما هيأ الله لي العودة إلى الخير والهداية أجد صعوبة بالغة في إقناعه في أي موضوع ديني، فعلى سبيل المثال يجلس يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة فيقول كل واحد منا ومن الأولاد يقرأ عشر آيات على سبيل التعليم فإذا أخبرته أن هذا يكون بدعة وأن المأمور به أن يقرأ كل منا السورة كاملة، دخل معي في جدال يدافع عن رأيه، وما كان هذا حاله قبل الزواج وأنا ألتمس له العذر لبعدنا سنوات طويلة عن مجالس العلم والذكر، لكن لم أفلح حتى الآن في تنظيم مجلس علم لي وله مع أولادي، ولو قراءة في كتاب مفيد مرة كل أسبوع ثم نظرت في البلدة التي نعيش بها فوجدتها بلدة عقيمة علميا، فهي بلد صغير جل هم أعظم أهلها ونحن معهم جمع المال وأهلها عندهم داء الحسد والحقد وفكرت في السفر والعمل في أي دولة خليجية حيث العلماء والمساجد العامرة بأهل السنة فإذا بي أجده يتردد بقوله إن الله فتح لنا هنا باب رزق فلماذا نسافر، فإلى ماذا توجهونني وزوجي رحمكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبه زوجك إلى أن من لم يكن من أهل العلم فواجبه أن يسأل العلماء المتخصصين، الذين عرفوا بالعلم والورع، والخشية لله تعالى، فهؤلاء هم الذين تطمئن النفس إلى أن ما يفتون به هو الصحيح، قال الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون {النحل:43}، وإن اختلف عليه جوابان فإنه ليس مخيرا بينهما، أيهما شاء يختار، بل عليه العمل بنوع من الترجيح، من حيث علم المفتي وورعه وتقواه، قال الشاطبي رحمه الله تعالى: لا يتخير، لأن في التخير إسقاط التكليف....
وإذا علم هذا فليعلم زوجك أن حلق اللحية قال بحرمته جمهور أهل العلم وهي المرجحة، وقيل بكراهته. وأما تقصيرها بأخذ ما زاد على القبضة منها فقال بإباحته أكثر العلماء، وله أن يراجع في هذا الفتوى رقم: 14055.
ثم بالنسبة لموضوع سورة الكهف، فقد وردت عدة أحاديث في فضل قراءتها يوم الجمعة، ومنها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين. رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين. أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب، وقال: رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد لا بأس به... والمقصود بقراءة سورة الكهف قراءتها كاملة للقادر على ذلك. وأما قراءة عشر آيات فإنه لا يقوم مقام قراءة السورة بكاملها.
والذي قد أصيب به زوجك هو ضعف الإيمان، فليسع في تقوية إيمانه، فقد ثبت بالكتاب والسنة وتواطأت أقوال الصحابة والتابعين على أن الإيمان يزيد وينقص، أي: يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولك أن تراجعي في وسائل تقوية الإيمان فتوانا رقم: 10800.
والله أعلم.