كلمة (سامحك الله) لا تفيد مضمونها إلا بالنية

0 333

السؤال

إذا غضبت من شخص وقلت له سامحك الله وأنا في نفسي لم أسامحه وكنت غضبان منه ولا أريد أن يضيع حقي منه هل سأجد حقي يوم القيامة أم لا لأنني قلت سامحك الله بما معناه أريد معرفة ما معنى جملة سامحك الله وما عملها في الدين ولم نقولها ونحن ما زلنا في غضب من الآخرجزاكم الله خيرا

الإجابــة

‏ ‏الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏
فقول المرء (سامحك الله) يقتضي الدعاء للمخاطب أن يعفو الله تعالى عن خطيئته. وينبغي ‏أن يكون قائل ذلك قد عفا عن الحق الذي له على ذلك الشخص ليتم مقتضى الدعاء. ‏فالله سبحانه وتعالى -عدلا منه- لا يعفو عن حق العباد حتى يكون العفو منهم هم أولا، ‏ولكن هذه الكلمة (سامحك الله) صارت تخرج من الأفواه، ولا يقصد بها هذا القصد ‏أحيانا، وإنما هي كلمة تجري على اللسان عادة في مثل هذا الموقف الذي ذكره السائل.‏
وعلى كل فإن المرء إذا ظلم فالأفضل له عند الله تعالى والأتقى أن يعفو عمن ظلمه، ‏ويصفح ابتغاء وجه الله تعالى، وله على ذلك الأجر الجزيل عنده سبحانه وتعالى. قال ‏تعالى: ( وأن تعفوا أقرب للتقوى) [البقرة: 237] وقال تعالى: في وصف المتقين ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) [آل عمرآن: 134] وقال تعالى: ‏‏( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين). ثم قال ‏بعد ذلك (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) [الشورى: 40-43] ‏. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة