ما يفعله من لم يزوج لكون الولي يكره أباه

0 240

السؤال

باختصار أحب ابنة عمتي وهي تحبني وتقدمت لخطبتها أكثر من مرة، ولكن أباها رفضني مع أنه يحبني كثيرا وهو يكون ابن عم أبي أيضا ولم أجد تفسيرا لرفضي مع أنه يمدحني ويثني علي بالخير في كل مكان، وأنا أحبها حبا شديدا والله هي أيضا وحاولت أن أرسل له ناسا من كبار عائلتنا ولكن يرفضني بحجة أنه لا يحب أبي مع أن أبي يسكن في دولة مجاورة ومنذ 10أعوام لم يتقابلا والعائلة كلها تعرف أن البنت تحبني بعد أن رفضت أحد أقربائنا، وهو الآن يريد أن يزوجها لشخص تكرهه كره العمى غصبا عنها، وعندما رفضت ضربها كأنها رجل والله نامت في المستشفى يومين بسببه، وأصبح أخو الذي كان تقدم لها ورفضته من أجلي صار يشوه سمعتي في كل مكان مع أنه من أقربائي، والله العظيم كل الكلام الذي قاله كذب، ومع هذا الكلام أصبحت مشاكل كثيرة لي حتى أنه فكر أحد أعمامها أن يقتلني ألا أنهم خافوا من كلام الناس والمصيبة أني أسكن في نفس البيت معهم وصار الجميع يذكرني بالشر وبسبب هذا الكلام بدأ الجميع يكرهني ففكرت أن أسافر خارج البلاد بحجة الدراسة حتى ينسوا الكلام الذي قيل عني وقررنا أن آتي بعد أن أنتهي من دراستي وأطلبها مرة أخرى، وإذا رفض سوف نهرب سويا خارج البلاد، ولكن إذا هربنا فستصبح مشاكل داخل العائله ولن يعرفوا مكاننا، أنا الآن خارج البلاد والكلام علي يزداد وأبوها ينتظر أي غلطة منها لكي يضربها وكل يوم تسمع منه كلام الرجال يستحي أن يقوله... مع العلم عائلتنا متمسكون بعادات أجدادنا بأن البنت ليس لها رأي وغيرها من العادات التي لا يقبلها لا دين ولا عقل وحاولت أن أجعل عمتي تؤثر عليه وحاولت بكل الطرق، ولكن بدون جدوى فأنا والله أحبها حبا جنونيا والله لو أبوها طلب عينا من عيني مهرا لها لقبلت والله إني أصبت بمرض نفسي من كثرة ما أفكر فيها والله هي أيضا، فأنا مستعد لفعل أي شيء من أجلها، أرجوكم الحل فوالله إني كرهت الحياة من غيرها وبالذات عندما تتصل بي وتبكي فأني أفقد صوابي، أرجوكم لا تهملوا رسالتي، أنا أنتظركم؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان زوج عمتك إنما يردك لما بينه وبين أبيك من شحناء فإنه مخطئ، ولا يجوز له أن يضرب بنته لتقبل بمن لا تحبه، وعليك أن تسعى في الإصلاح بين أبيك وزوج عمتك، فإن عجزت عن ذلك فبين له أنك لست طرفا في المشكلة, وأنك تكن له المحبة والمودة، فإن صلح الحال فالحمد لله، وإلا فإن أصر على رأيه فإننا ننصحك بأن تصرف فكرك عن هذا الزواج، وابحث لك عن زوجة أخرى، وستجد من المسلمات الطاهرات من ترضى دينها وخلقها وجمالها، فلا تغلق على نفسك باب التفكير في غيرها.

وإن أردتم اللجوء إلى القضاء بأن ترفع البنت شكوى بأن وليها عاضل لها، فلكم ذلك فإنه لا يجوز للولي أن يعضل بنته إذا تقدم إليها كفء، ولكن سيؤدي رجوعكم إلى القضاء إلى زيادة توتر بين الأسرتين عموما، وبين البنت وأبيها خصوصا، ولذا فإننا لا نشجع على ذلك إلا عند الضرورة، ونلفت انتباهك إلى أن الولي له أن يجبر بنته البكر أن تتزوج بكفء يختاره هو في مذهب جمهور العلماء، وذهب الحنفية إلى أنه ليس له ذلك، بل لا بد من رضاها، وسبق تفصيل هذا في الفتوى رقم: 69045.

وننصح الأولياء بأن لا يجبروا بناتهم على نكاح من لا يرتضين، لأن الزواج يحتاج في بقائه واستمراره إلى التفاهم والمودة وهي لا تكون بالجبر وفرض الرأي، ولا يجوز لك الهرب بهذه المرأة دون عقد نكاح، ولا يجوز للمرأة موافقتك على هذا، وعليها إن عضلها وليها أن ترفع أمرها كما سبق ويتولى عقد نكاحها قاضي المسلمين في قول بعض أهل العلم، أو الولي الأبعد في رأي الفريق الثاني من العلماء.

وننبهك إلى أن بنت عمتك أجنبية عنك لا يجوز لك الحديث معها في مسائل الحب والغرام، والتمادي في ذلك يوقعكم في معاص أكبر وأخطر من المحادثات والمهاتفات، وانظر لذلك الفتوى رقم: 56052.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة