السؤال
فضيلة الشيخ: أدرس في فرنسا، وسأحصل إن شاء الله على دبلوم مهندس في نهاية هذا العام. سؤالي:
هل أبقى للعمل هنا على أمل المغادرة إذا سنحت لي فرصة عمل في بلاد إسلامية؟أم أغادر حتما؟
أحب طلب العلم الشرعي:هل أطلب العلم الشرعي وأضرب بالدبلوم عرض الحائط..وكيف ذلك؟
أهلي في المغرب لا يعرفون كثيرا عن الدين.هل أطلب العلم في المغرب(هناك صعوبات كثيرة)؟أم أرحل إلى المشرق؟
انصحني يا شيخنا وحبذا لو فصلتم.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فطلب العلوم الشرعية من أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى، فقد رغب الإسلام في طلب العلم عموما، وأفضل العلوم وأعظمها أجرا علوم الكتاب والسنة وما تفرع عنهما، فقد قال الله تعالى: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير{المجادلة:11}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. رواه البخاري ومسلم. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم. رواه الطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني.
فبادر -أيها الأخ الكريم- إلى طلب العلم متى وأينما وجدت إلى ذلك سبيلا، واسع في تعليم أهلك وإنقاذهم من ظلمات الجهل.
ثم إن إقامتك في دولة غير مسلمة أمر مباح إذا كنت تأمن معه على نفسك من الوقوع فيما هنالك من الفواحش والمنكرات، وكنت قادرا على إقامة شعائر دينك، ويستحسن حينئذ أن تصرف جهدك إلى الدعوة إلى الله وتتصل بالقائمين عليها فتجد فيهم بيئة تعينك على التمسك بالدين والدعوة إليه، وإذا لم تكن مشتغلا بدعوة واجبة هناك فلا شك أن رحيلك إلى بلد مسلم أفضل لك بكثير، وخاصة إذا كان الهدف هو طلب العلوم الشرعية.
وليس شرطا في صحة طلب العلم أن تضرب بالدبلوم الذي حصلت عليه عرض الحائط، بل يمكنك أن تتوظف به في أي بلد يتيسر لك فيه ذلك، وتشتغل بالعلم الشرعي إلى جنب الوظيفة.
والله أعلم.