السؤال
أنا متزوج منذ 6 سنوات، ومنذ سنتين بدأت أحس بفتور تجاه زوجتي بدون سبب قوي لذلك بدأت أتجاهل غض البصر وأحيانا يقع بصري على الحرام، وأنا قاصد لذلك بدأت بأخذ خطوات جدية للزواج من امرأة أخرى بحجة أنها تعفني عن النظر للحرام، ولكن لم أوفق لذلك، فماذا أفعل مع العلم أنني أتوب إلى الله أحيانا عن النظر المحرم وأرجع مرة أخرى وهذا حالي منذ سنتين أتوب وأرجع وأبحث عن زوجة أخرى أرجو النصيحة؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالنظر إلى النساء محرم وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 54770. ويجب التوبة منه، وكل ما وقع فيه العبد وجبت عليه التوبة منه، ولا يضيره ذلك ما دام أنه كل ما أذنب تاب توبة نصوحا، مستكملة لشروطها التي منها العزم على عدم العود إلى الذنب مرة أخرى، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنبا. فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك. أي: ما دمت تتوب توبة نصوحا، مستوفية الشروط سالمة من موانع القبول.
وقد يكون في الزواج بالثانية سبيلا للإقلاع عن النظر المحرم، بل قد يكون واجبا في حق من خشي على نفسه من الوقوع في الحرام، وكانت لديه القدرة على ذلك، وعلى كل حال فيجب على الأخ أن يحذر من استدراج الشيطان مرة أخرى، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر {النور:21}، وأن يبتعد عن أماكن المعصية وأصدقاء السوء، وأن يشغل نفسه بالطاعات والأذكار والأعمال النافعة، دينية أو دنيوية، وأن يصاحب أهل الفضل والخير، وأن يكثر من الصيام فإنه يعين على تحقيق التقوى.
والله أعلم.