هل يأثم الأولاد إذا امتنعوا عن إعطاء أبيهم من مالهم

0 220

السؤال

المشكلة ليست مشكلتي ولكن مشكلة أخواتي، أبي دائما يطلب منهن المال، مع العلم بأنهم لا يملكون سوى راتبهم وهو ليس بكثير بعد خصم ديون البنك ومصاريف سيارتهم، مع العلم بأنهن متزوجات ولديهن أطفال وإذا لم يعطوه يقاطعهم ويسمعهم كلاما جارحا، والحل الوحيد هو أن يقدمن على سلفيات للبنك حتى يعطوه بصفة مستمرة، وذلك بسبب الديون التي عليه ولا نعرف سبب هذه الديون فقط نكتشف كل يوم رجلا يأتي ويسأل عن دينه وأبي رجل ملتزم لا يدخن ولا يشرب الخمر والحمد لله، ويقوم بجميع فرائضه، ولكن منذ فترة قرر الدخول في مجال التجارة الحرة وقام بالذهاب إلى زنجبار للتجارة يأتي ببعض الحبوب والقهوة ويبيعها في عمان، ولكن لم نر أي مدخول من هذه التجارة بالعكس نرى الديون تتزايد كل يوم وسفرياته إلى زنجبار تتزايد تقريبا في الشهر مرتين ويجلس لمدة شهر ويتصل يطلب المال منا ولا نعرف ما نفعل هل نعطيه المال ونقع في الديون أم ماذا، أرجو إرشادنا وهو لا يتحدث معي عن المال لأنه يعرف أني غير راضية عما يفعل، فهل أنا على خطأ أم علي أن أفعل مثل أخواتي، مع العلم بأني متزوجة ولدي أطفال راتبي هو أقل من راتب أخواتي لهذا السبب أيضا هو لا يسألني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فغني عن الذكر ما للوالد من الحق على ولده، وما في طاعته وبره من الأجر العظيم والثواب الجزيل، وما له من الحق في مال ولده، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7490، إلا أن هذا الحق مشروط بشروط منها عدم الإضرار بالولد، والإجحاف في حقه، وتراجع بقية الشروط في الفتوى رقم: 46692.

فإذا كان في طلب والدك إجحاف بأخواتك وضرر بهن، فلا يجب عليهن إعطاؤه ما طلب، ولا إثم عليهن إذا امتنعن من إعطائه، وفي هذه الحالة لا تكون الأخت السائلة على خطأ ولا تأثم بالامتناع المذكور، ومع هذا فإنا نوصي الأخوات الفاضلات بالصبر على والدهن، والوقوف إلى جانبه وتقديم ما يستطعن لقضاء دينه.

كما نوصي الوالد الكريم بأن يخفف عن بناته ويرأف بهن ولا يضطرهن للاستدانة من أجل مساعدته، وأن لا يأخذ من مالهن إلا ما احتاج إليه، أوطابت به أنفسهن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. رواه الدارقطني وأحمد، وصححه الألباني. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة