0 234

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللهأما بعد، فإني تقدمت لخطبة فتاة منذ فترة طبقا لرغبة والدي ولكني مع مرور الوقت أحسست بنوع من الندم لأن ابنة خالتي ربما كانت أولى فهي متدينة وعلى خلق كبير وأنا أقول في نفسي إن زواجي بابنة خالتي سيسهل لي صلة الرحم وسيمكنني من الظفر بذات الدين. ولكن الفتاة التي خطبتها كنت وعدتها بالزواج ونصحتها بالتحجب ففعلت وقلت لها إن زواجنا سيكون على سنة نبينا إن شاء الله ووافقت، وقد أبدت التزاما دينيا وهي تسمع نصيحتي في ذلك وإنه يحز في نفسي أن أتركها الآن لأتزوج بابنة خالتي كما أن أبي لن يقبل بذلك فهو يريد هذه الفتاة وسيغضب إن أنا تركتها خاصة بعد أن تعارفت العائلتان. لقد استخرت الله ولكن بعد الخطبة وإني أدعوه أن يدلني على طريق الخير، وإلى الآن لم تتضح لي الرؤية. أعينوني على اتخاذ موقف واضح، وبارك الله فيكم.عذرا على الإطالة .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبما أن قسم الفتوى مختص ببيان الأحكام الشرعية العملية ، وليس مختصا  بالاستشارات - حيث إن هناك قسما للاستشارات في الشبكة - فإنا نبين ما قد يكون حكما شرعيا يريد السائل معرفته ، ثم نشير عليه بما نراه مناسبا فنقول: أما عن حكم فسخ الخطبة ، فيجوز، إذ أن الخطبة ليست عقدا لازما للطرفين ، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 18857 ، إلا أنه لا ينبغي لغير عذر شرعي ، لما فيه من خلف للوعد ، وإيذاء للغير ، بغير حاجة .

 وأما عن طاعة الوالد في الزواج بامرأة معينة فلا تجب ، وسبق بيانه في الفتوى رقم:20319 

 هذا عن الحكم الشرعي ، أما الاستشارة ، فنرى أن تطيع أباك ، لسببين : أحدهما ما في طاعته من الأجر ، وما في بره من الخير ، ولكونه أكثر خبرة منك في الحياة ، وأبعد نظرة منك إلى الأمور، ولعل اختياره لهذه الفتاة صادر عن تجربة ومعرفة بالناس وأحوالهم ، ولعلك تعرف ذلك مستقبلا .

ودليل صحة اختياره - وهذا هو السبب الثاني-  طاعة الفتاة لك ، وامتثالها  ما أمرتها به ، ومسارعتها لما تحب، وهذه من أهم الصفات التي ينبغي للشاب الحرص عليها في من يريدها زوجة ، وهي التواضع ، وكونها هينة لينة  ودودا، وفي الحديث : تزوجوا الولود الودود. رواه أحمد

وبقي أن تكثر من الاستخارة ودعائه سبحانه أن يقدر لك الخير حيث كان .

والله أعلم.


 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة