لا حرج في الكلام مع الأخت ولو لم يأذن الزوج

0 261

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ عامين وأعيش في بلد بعيد عن أهلي، ولكن أكلمهم عبر الإنترنت حدث وأن من الله علي بالحمل، ولكن زوجي طلب مني أن لا أخبر أحدا وعندما كنت في الشهر السادس من الحمل حصلت بيني وبين أهلي وزوجي مشكلة عبر الهاتف وأنا وزوجي نرى أن الحق معنا وأهلي أو بالأصح أمي ترى الحق معها، وكان سبب المشكلة أنني لا أسأل عن أختي الأكبر مني والمتزوجة، علما بأني كنت أسأل عنها وأكتب لها عبر الإنترنت ولا ترد علي، المهم أنني رزقت بطفل والحمد لله، لكن حدثت معي مضاعفات وبقيت في المستشفى 10 أيام وحدي حيث إنه ليس لدي علاقات هنا أو أقارب أو صديقات فقط زوجي، ثم تعافيت والحمد لله، بعدها زوجي أخبر أهله بأننا رزقنا بمولود ففرحوا كثيرا وعاتبوه قليلا لأنه لم يخبرهم وبعدها بأسبوعين أو أكثر أهل زوجي أخبروا أهلي فاتصلوا بي وانتهت القطيعة والحمد لله إلا أن أختي لم تكلمني ولم تبارك لي ولم تطمئن علي بعد ما علمت ما عانيته من مضاعفات بحجة أننا لم نخبرها رغم أنها علمت من أهلي والآن هي رزقت بمولود، ولكن زوجي لا يريدني أن أكلمها لأنها لم تفعل، فهل يجوز لي أن أكلمها دون علمه رغم أنني لا أرضى لنفسي أن أفعل شيئا من وراء زوجي وهو لم يقصر معي بشيء ولأنه كثيرا ما يقول لي أنه يبقى طوال أيام الأسبوع مبسوط إلا اليوم الذي أتكلم فيه مع أهلي حيث إنه ولا بد أن يسمع شيئا يزعجه ولكن خوفه من الله وحزنه علي يحول بينه وبين منعي من الاتصال بهم وأنا أيضا لا أريد أن أهينه أمام أهلي ويعلم الجميع أني أكلم أختي من ورائه، ولكن إن كان هذا رأي الدين فسأفعل إن شاء الله، فأنا محتارة حيث إن طاعتي لزوجي واجبة وأنا أحبه كثيرا وأرى أن أهلي تعدوا عليه في كثير من المرات وقرأت مرة أن للزوج أن يمنع زوجته من أهلها إذا كانت زيارتها لهم تؤذيه وطاعته واجبة، ولكني قرأت أيضا لا تجب طاعته في معصية، فأرجو منكم أن ترشدوني، ثم هل صحيح أن ما فعلته من إخفاء الحمل رغم أني بعيدة والقول فقط بعد الولادة هو حرام لأن أمي تقول أن كل صديقاتها يقلن أن ما فعلته ذكر في القرآن أنه حرام، ولكني أعلم أن الآية في القرآن تحرم على الزوجة أن تخفي أمر الحمل على زوجها عندما تكون بينهم مشاكل؟ وشكرا جزيلا.. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على طاعة زوجك في المعروف، وحرصك على صلة رحمك، ونسأل الله سبحانه أن يديم العشرة بينك وبين زوجك، ولا شك أنه إذا تعارض حق الزوج وحق الغير فإن حق الزوج مقدم، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 19419.

ولا يجوز للزوج منع زوجته من صلة رحمها، بل ينبغي أن يكون عونا لها في ذلك إن لم يوجد مانع شرعي، وإذا منع الزوج زوجته من زيارة والديها أو أقاربها وجبت عليها طاعته، كما سبق بيان ذلك في الفتوى المذكورة سابقا، ولكن لا يجوز له منعها من محادثة أحد منهم، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 61969.

وعلى هذا فلا حرج عليك -إن شاء الله- في الكلام مع أختك ولو لم يأذن لك زوجك، وليكن من غير علمه، لتتحقق المصلحتان، مصلحة صلتك أختك ومصلحة حفظ الود مع زوجك، ولو قدر اطلاع زوجك على أمر اتصالك بها، فينبغي أن تتحري الحكمة في معالجة الأمر، ويمكنك إطلاعه على بعض الفتاوى التي ذكرنا وغيرها, إضافة إلى الفتاوى التي تحث على الصلة ولو وقعت القطيعة من الطرف الآخر. ومن ذلك الفتوى رقم: 13685، والفتوى رقم: 17813.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة