0 249

السؤال

لقد ترددت كثيرا في سؤالي لأنه موضوع محسوم وحساس وهو علاقة البنت بأمها وأنا أعرف أنه لا يجوز عقوق الأم مهما كان، ولكن سؤالي هو أن والدتي تكثر الكذب بسبب وبدون سبب حتى أصبحت لا تستطيع أن تكون صادقه أبدا في معظم أحاديثها مع والدي ومع أولادها ومع الناس وأنا عندما تكذب أمامي فإني أقول الصدق وحتى لو تسبب ذلك بإحراجها علها تتراجع عن هذا الأسلوب، ولهذا أشعر بأنها دائما تكرهني ولا تكون حنونا علي مهما قدمت لها ومهما حاولت إرضاءها، ولأقل سبب تدعو علي لا تهتم حتى لو مرضت أو تعتبت من عملي فهي دائما تنتقدني بقسوة وتقول أنا مريضة أيضا، أنا تعبت مثلك وهكذا.. وأشعر بأني غير موفقة في حياتي لم أتزوج وعمري 32 عاما، يأتي الشاب لخطبتي ثم لا يعود وإن عاد هي لا توافق أحيانا لسبب تافه ، أخواتي متزوجات ولكنهن غير مرتاحات فالله ابتلاهن برجال لا يعرفون الدين ولا يصلون فهل من الممكن أن يعاقب أولادها بذنوبها ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالكذب صفة ذميمة، وخلق بغيض، يكرهه الله ولا يحب صاحبه، كما يبغضه عباد الله، وينفرون من صاحبه، وهو من صفات المنافقين، ففي الحديث: آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان. متفق عليه، من حديث أبي هريرة، لذلك ينبغي لك نصح والدتك وحثها على التوبة من هذا الذنب، وعليك مراعاة عدة أمور كي تقبل منك النصح، منها:

- أن تكوني أنت قدوة لها في ذلك، كما قيل :

لا تنه عن خلق وتأت مثله           عار عليك إذا فعلت عظيم

-أن تغيري أسلوب تعاملك معها، فلا تقومي بإحراجها أمام الغير.

-أن تحاولي كسب ودها، وذلك بالإحسان إليها، واحترامها، وتقدير ما تقوم به إلى غير ذلك مما يكسبك ودها وحبها.

-أن يكون نصحك لها على انفراد، مراعية أدب التخاطب مع الأم، وانظري الفتوى رقم: 61774، والفتوى رقم: 13288.

أما هل لذنوب الوالد أثر على الأبناء، فسبق بيانه في الفتوى رقم:  23793.

والله أعلم .

 

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة