السؤال
أخي في الله فضيلة الشيخ وفقك الله عندي سؤال:
أنا أعمل في مركز طبي في مجال التحاليل الطبية ومن المعلوم أن العمل في هذا المجال يقتضي أن أقوم بسحب عينات الدم من المرضى من أجل القيام بفحصها وتشخيصها ومن الطبيعي بحكم هذا العمل أن تأتي النساء إلى المركز من أجل الفحص الطبي سؤالي هل يجوز أن أقوم بسحب الدم من هؤلاء النسوة حيث من العلم أن سحب الدم يتم من منطقة المرفق وأحيانا كف اليد ولا يتم إلا عبر تشخيص الوريد بجسه بطرف الإصيع وتثبيت كف اليد على ذراع المريض من أجل خلق زاوية صحيحة لسحب الدم بصورة جيدة هل على هذه الملامسة لجزء من جسد المريضة إثم شرعي وهل يجوز أن أقوم بسحب الدم من النساء مع العلم أنني جديد بهذا المركز وتحت فترة اختبارية وعملية سحب الدم هي أولى مراحل اختبار الكفاءة فلا أستطيع أن أعترض على القيام بعملية السحب وإلا لن أنجح في هذه الفترة الاختبارية مع العلم أن هناك فتيات في هذا المركز ولكن أكلف أنا بعملية السحب لجميع المرضى هل علي إثم شرعي من ملامسة هؤلاء النسوة من أجل سحب الدم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا أولا نشكر الأخ السائل لحرصه على معرفة الحكم الشرعي عما سأل، ونسأل الله أن يوفقه لما يحبه ويرضاه.
وأما مس المرأة عند سحب عينات الدم فاعلم أنه لا يجوز للرجل أن يمس امرأة أجنبية عنه لا في يديها ولا في غيرها من بدنها، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي، وصححه الألباني .
وإذا كان مجرد اللمس محرما فإنه يكون أشد تحريما إذا صاحبه تحسس على اليد أو المرفق أو غيرهما، ويكون أدعى لحصول الفتنة والعياذ بالله. وكونك أخي السائل في فترة تجربة أو اختبار لا يجيز لك هذا انتهاك هذا الحد من حدود الله تعالى، وعليك أن تحاول التفاهم مع رئيسك في العمل وتبين له عذرك، وأن دينك يمنعك من ملامسة النساء، لاسيما مع وجود من يقوم بذلك من الممرضات، واجعل نصب عينك قول الله تبارك وتعالى، ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب {الطلاق: 2-3} وقول الله تعالى: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا {الطلاق:4}
فإن لم يمكن تفادي ذلك وكنت محتاجا إلى هذا العمل حاجة حقيقية بحيث لو فقدت هذا العمل لن تجد عملا غيره، فبإمكانك إذا أن تستقر في هذا التدريب وتتحاشى مس النساء ما استطعت، وإن اضطررت إلى شيء من ذلك فاقتصر على ما لا بد منه مع غض البصر ما أمكن.
والله أعلم.