الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من مسّ الأجنبية للأجنبي

السؤال

دخل زوجي مع طفله إلى غرفة الأشعة، وأمسك برجل الطفل لتثبيته؛ لأنه كان يتحرّك ويشعر بالخوف. ثم جاءت الممرّضة -ويبدو أنها غير مسلمة- فوضعت يديها الاثنتين على يدي زوجي، لتقوم بنقل يديه، ثم رفعتهما مباشرة. فما الذي يجب على الزوج فعله؟ هل يصمت؟ أم يكلّمها ويطلب منها أن ترفع يديها؟ وهل يُعَدّ هذا من مسّ المرأة المنهيّ عنه شرعًا أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا يعتبر من مسّ الأجنبية للأجنبي، وهو محرّم، لما في الحديث الذي رواه الطبراني، والبيهقي: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمسّ امرأة لا تحل له. وقد حسّنه جمع من أهل العلم، منهم العلامة الألباني -رحمه الله-.

قال المناوي في شرح الحديث: وإذا كان هذا في مجرّد المسّ الصادق بما إذا كان بغير شهوة، فما بالك بما فوقه. اهـ.

وقال النووي: وقد قال أصحابنا: كل من حرم النظر إليه حرم مسّه، وقد يحل النظر مع تحريم المسّ، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية في البيع والشراء، والأخذ والعطاء، ونحوها، ولا يجوز مسّها في شيء من ذلك. اهـ.

وقال ابن نجيم في البحر الرائق: ولا يجوز له أن يمسّ وجهها، ولا كفّها وإن أمن الشهوة، لوجود المحرم، ولانعدام الضرورة. اهـ.

وقال عليش في منح الجليل: ولا يجوز للأجنبي لمس وجه الأجنبية، ولا كفيها، فلا يجوز لهما وضع كفّه على كفّها بلا حائل. اهـ.

وإذا كان هذا حرامًا، فليس للزوج أن يرضى بمسّ الأجنبية ليديه، وعليه أن ينهاها، ويتحفظ منها؛ لأن مسّها المذكور ليس لعلاج، وكان يمكنه أن يقول لها: ارفعي يدك، أو ضعي يدك هنا، أو ما أشبه ذلك مما يحصل به تجنب المماسة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني