السؤال
أنا شاب في الثلاثين من عمري قرأت كثيرا في شتى أنواع الثقافة وخصوصا الدينية منها والسياسية وأصبحت الآن أستطيع تكوين رأي في الأحداث العالمية وكثير من أصدقائي والمقربين مني يستشيرونني فيها فأرد عليهم باستفادة لوجه الله ولكي ينتبهوا للأخطار التى تواجه الأمة ولكي يعلموا أبناءهم ذلك وكثيرا ما أكرر لهم ذلك فهل أثاب من الله على هذه العلوم والوقت الذى يضيع مني في القراءة والفحص والمتابعة الجدية حيث يمكن أن يضيع مني مالا يقل عن 8 ساعات يوميا في القراءة والمتابعة ؟ وجزاكم الله عنى خير الجزاء وأتمنى من فضيلة الشيخ القائم على الفتوى الدعاء لي بالهداية والتوفيق .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الذي يتعلم أي علم من العلوم المباحة ليستفيد منه في خاصة نفسه ويفيد غيره من المسلمين لا شك أن في ذلك خيرا كثيرا وأجرا عظيما إذا قصد به صاحبه وجه الله تعالى ونفع عباده في دينهم أو دنياهم ، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : طلب العلم فريضة على كل مسلم ، وإن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر . صححه الألباني في صحيح الجامع ، وقوله صلى الله عليه وسلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : وذكر منها : علم ينتفع به . رواه مسلم .
وأولى العلوم بذلك هي علوم الشريعة وما اتصل بها، وكذلك علوم السياسة والاقتصاد وغيرها من العلوم المفيدة ، ولكن من الفقه في الدين أن يوازن الإنسان بين أعماله، ولا يشغله واجب عن أوجب، ولا فاضل عن أفضل، وأن يدلي بدلوه في كل خير، ويقرع لكل خير بابا. وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتويين : 60526 ، 68144 ، وما أحيل عليه فيهما .
والله أعلم .