الفراغ بين النعمة والنقمة

0 153

السؤال

في البداية لا بد وأن أشكركم على تعاونكم في حلول مشاكل الشباب وجهودكم على ذلك..أنا قمت بسؤالكم كثيرا وأجبتوني بسرعة فائقة على جميع أسئلتي بارك الله فيكم، مشكلتي يا شيوخنا الأفاضل الفراغ، الحمد لله أنا شاب ملتزم بالصلاة والصبر. أبحث عن عمل ولكن بلا جدوى أعاني من هذه المشكلة منذ سنة ونصف فذهبت إلى الإمارات العربية المتحدة للبحث ووجدت وظيفة ولكن سرعان ما أفلست الشركة واضطررت أن أرجع إلى بلدي فلسطين رجعت غارقا في الديون ، مشكلتي يا سادتي في عدة جوانب مرتبطة ببعض الفراغ الذي أعيش فيه ولد عندي مشاكل كثيرة منها انشغالي بالانترنت والمواقع الإباحية وكثرة الاستمناء مما ولد عندي قلة الثقة بالنفس وحالة الهيجان المستمرة وعقد نفسية مرارا بسبب عدم زواجي (عمري 23 سنة صغير على الزواج) ومن المشاكل أيضا الأكل الزائد عن حده مما أدى بي إلى البدانة وعدم الثقة بالنفس وتطورت الحالة إلى أن صرت أن أحب الانعزال عن الناس وعدم الاختلاط بهم ، شيوخي الأفاضل، عندما أختلي بنفسي أبكي بسبب المشاكل التي أعيشها وقلة حيلتي أمام حلها ومواجهتها أحس بأن الاستمناء أصبح عادة لا تقهر وكثرة الأكل من طباعي وصعب جدا أن أرجع ثقتي بنفسي، ولا يمكنني أن أكون مسؤولا ، شيوخنا الأفاضل الجانب الثاني من المشكلة وأنا في الإمارات كنت كثير الدعاء إلى عزوجل، وكثير الاستغفار والصلاة له، وكنت أدعو دائما بأن لا أرجع إلى البلد إلا إذا كان وضعي المادي متحسنا ورجوعي يكون إجازة ، سادتي رجعت إلى البلد مكسور الجناح، حائرا .. أحس يا شيوخنا الأفاضل بنقصان حرارة الدعاء .. ومرارا فتور ديني ولكني ملتزم بالصلاة ولكن خشوعي قل عن الأول علاقتي بالله اضمحلت أخشى من أن أكون من الكافرين حسب معنى قوله تعالى بأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ، ولا أكذب عليكم وأقول لكم بأنه عندي أمل بالوظيفة أملي ضعيف جدا بالوظيفة أحس بأن الفقر وقلة الرزق مكتوب علي ، شيوخي الأفاضل هذه ممكن أن تكون نوع من الفضفضة أريد بعضا من نصائحكم وآسف على الإطالة ؟
وشكرا جزيلا لكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر للسائل الكريم اهتمامه بدينه وثقته بالموقع والقائمين عليه، ونسأل الله تعالى أن يحفظه من كل مكروه ويوفقه لكل خير .

وننصحه بأن يرتفع بهمته ويستعلي على شهواته البدنية الحيوانية، ويستغل أوقات فراغه فيما ينفعه في دينه ودنياه، وأن يعف نفسه بالزواج إن استطاع أو بالصوم كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء . متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيما فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن شبابه فيما أبلاه . رواه الترمذي وغيره وقال حسن صحيح .

كما ننصحك بالابتعاد عن العادة السرية ومشاهدة الأفلام الخليعة والمواقع الإباحية فهذه أمور محرمة يجب على المسلم الابتعاد عنها والمبادرة إلى التوبة منها ، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : 34473 ، نرجو الاطلاع عليها وعلى ما أحيل عليه فيها ، ولعل ما تشكوه هو بسبب إتيان هذه الأمور التي تفسد العقل والتفكير وتنهك البدن وتوهنه ، ولتعلم أن الفراغ نعمة من الله تعالى إذا استغل فيما ينفع، وقد يكون نقمة إذا ضيع أو صرف فيما يضر، فقد قال صلى الله عليه وسلم : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ . رواه البخاري وغيره .

ولا تقصر همتك على التعلق بالعمل بالوظيفة فبإمكانك أن تمارس غيرها من الأعمال الحرة وغيرها ، ولتحذر من اليأس والقنوط ، ولتعلم أن المكتوب لا يطلع عليه أحد ولا يجوز أن يتذرع به. وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى : 64427 ، 62398 ، 54617 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة