إيثار أحد الأبناء لايسوغ الإساءة إلى الأب أو الحجر عليه

0 343

السؤال

إن والدي قد فتح الله عليه من الخير الكثير ولله الحمد والمنة فلديه تجارة كبيرة ولله الحمد والمنة ولكن المشكلة هي أنه لا يعدل بيننا أبدا.. فلدي أخ كبير اسمه محمد ولدي أخ أخر أصغر من محمد بسنتين يدعى عبدالعزيز..أخي محمد,أخ عزيز طيب القلب محافظ على أمور دينه ودنياه وهو مطيع لوالديه ورحيم علينا وعلى أخواتي ونحن نحبه كثيرا بخلاف أخي الآخر عبدالعزيز, فعبد العزيز لا يصلي إلا بعض أيام الجمع وهو متزوج ولديه طفلتان. والطامة الكبرى ياشيخ أنه مقاطع لوالدتي ولإخواني وأخواتي لأكثر من 10 سنين والسبب في ذلك امرأته التي ما لبثت أن تحرضه دوما ضدنا وضد إخوتي لتخلق عداوة بيننا لأنها عندما تزوجته كانت تفكر في مال والدي وللأسف ليس لأخي عقل فضلا على أن يكون له قلب وهو يستمع إلى كلامها دوما دون أي إدراك حتى أمرته بمقاطعة والدتي ومقاطعتنا والأن هو لا يتحدث إلى والدتي لأكثر من 10 سنين، والله فضلا عن أن يهنئها برمضان والأعياد. والمشكلة أن والدي هداه الله يعلم بهذا ولكن لا يفعل شيئا لأنه وكل أخي عبدالعزيز بإدارة تجارته ومع ذلك والدي يخاف أن يتحدث إليه بسبب هذه المشاكل يقوم عبدالعزيز بردة فعل سيئة كأن يقوم باختلاس بعض المبالغ وتحويلها إلى حسابه الشخصي كما فعل مرات عديدة وفام باستيراد بعض البضائع وأخذ مكاسبها ووضعها في حسابه أيضا. ورغم ذلك أبي يغض الطرف عن هذه الأمور على الرغم بأنها أثرت على تجارته بعض الشيء. حيث إن أخي ياشيخ لا يفكر إلا في مصلحته الشخصيه فقط وكيف يرضي زوجته بأي طريقة ولايهمه إن خسر أبي في تجارته أو لا!! وأخي محمد المسكين عندما يناقش والدي بأن يحكم بالعدل بينه وبين عبدالعزيز وأن يراعي الأمانة التي وكله الله فيها, يشتمه والدي ويقول له "هذا مالي وأعطيه لمن أريد"وعندما يسأله محمد لماذا توكل تجارتك إلى عبدالعزيز مع أنك تعلم بأنه يقوم بأعمال غير أخلاقية فيرد والدي متغطرسا ويقول"ليس من شأنك..هذا مالي وأنا حر فيه" مع أن أخي محمد شاطر في التجارة وقد قام بتخفيض نفقات الفروع الأخرى لوالدي ووضع ميزانية جميلة تحد من مصروفات الشركة وأبي لاينكر ذلك ولكن أبي لم يهنئه بذلك أو يشكره بل إنه يصمت على العكس مع عبدالعزيز فإن والدي يشكره ويهنئه على أبسط عمل يقوم به مع أن أخي محمد بار بوالديه جدا على عكس عبد العزيز.الآن قد قام أخي عبدالعزيز بإدخال والدي مع أناس مشبوهين في اسثمارات ومشاريع هو في غنى عنها حيث قد خسر والدي ملايين الريالات وعبدالعزيز يفعل ذلك لكي يأخذ عمولته من أولئك الأوغاد حيث إنه إذا وافق والدي على هذه المشاريع سوف يأخذ عمولة من هؤلاء الأوغاد وهذا الذي يحدث حقيقة ونسمع ونراه بأنفسنا ومن أناس ثقات. والآن والدتي وأخواتي وإخواني خائفون وقلقون جدا من أن نهاية هذا المشاريع سوف تفقد والدي جميع أمواله ولن يستطيع بعد ذلك لاسمح الله رعايتنا ورعاية أخواتي. وإني والله أفكر جديا بدون علم أهلي برفع دعوى قضائية ضد والدي والحجر على جميع أمواله وممتلكاته ولكن أخاف بعد أن يعلم بذلك أن يغضب علي ويدعو علي أو أن يتبرأ مني والعياذ بالله في الدنيا ولكنني والله خائف عليه من الضياع وخائف على إخواني وأخواتي من يعولهم إذا حدث شيء لا سمح الله وحتى لا نصل الى تلك المرحلة خططت لذلك. والله أنا في حيرة من أمري ولا أريد أن تسوء الأمور أكثر من ذلك حيث إن والدتي حكيمة جدا ولله الحمد فقبل أن يدخل والدي في أي مشروع يستشيرها وهي تقول له يأبا محمد هذا المشروع غير ناجح تجنبه, فلا يأخذ بمشورتها بعد ذلك ويدخل هذا المشروع ثم يخسر وقد حدثت عشرات المرات وكانت والدتي محقة دوما فيما تقول ولكن أبي يعاندها لأنه يصعب عليه أن يأخذ برأي امرأة وهو رجل فلا أدري ما العيب في ذلك؟
أرجو منكم أن تشيروا علي ماذا أفعل فأنا مستعد لفعل أي شيء كي أوقف هذا المعتوه عبدالعزيز عند حده وأن أرجع والدي إلى رشده. فكلنا مازلنا ولا نزال ننصح والدي بكل لين وحكمة ولكن يرد علينا دائما ويقول"اسمعوا هذا مالي وأنا حر فيه؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن جميع ما ذكرته عن أخيك عبد العزيز أو أبيك ليس فيه ما يبيح لك أن تتعرض للآخرين بالاغتياب، فاستعمالك لعبارة: "أولئك الأوغاد" وصفا لشركاء أخيك، ووصفك أخاك بأنه معتوه، وأنه ليس له عقل فضلا أن يكون له قلب، كلها عبارات لا يليق بالمسلم أن يستعملها في حق غيره. ففي الحديث الشريف: قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.

فتب إلى الله من هذه العبارات، ولا تعد إلى مثلها.

وقولك: إن أخاك لا يفكر إلا في مصلحته الشخصية، يتنافى مع ما ذكرته عنه؛ لأنه لو كان كذلك لاهتم بأمر دينه قبل كل شيء.

ثم قولك: إن الطامة الكبرى هي أنه مقاطع لوالدتك ولإخوانك وأخواتك لأكثر من عشر سنين، هذا حقا يعتبر طامة كبرى، لما في قطع الرحم من الإثم الشديد، فقد قال الله تعالى: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم {محمد: 22-23}.

ولكن قولك بأنه لا يصلي إلا بعض أيام الجمع، يعتبر –في الحقيقة- أكبر من جميع ما ذكرته، ولك أن تراجع في عقوبة تارك الصلاة في الدنيا والآخرة فتوانا رقم: 6061.

وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فإن الوالد لا يجوز له أن يؤثر بعض أولاده دون البعض إلا لسبب شرعي، وكنا قد بينا تفصيل ذلك من قبل فلك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 6242.

واعلم أن أباك إذا كان قد بلغ مرحلة الحجر بأن كان قد اختلط عقله أو كان لا يحسن التصرف في المال فمن حقكم أن ترفعوا أمره إلى المحكمة الشرعية لتعين شخصا يقوم على أمواله، وإذا لم يكن بالغا ذلك الحد فتصرفاته في ممتلكاته صحيحة، وليس من حقكم أن ترفعوا دعوى ضده إلا فيما يتعلق بموضوع الإيثار، إن لم يكن يستند فيه إلى دليل. وعلى أية حال، فعليكم أن تعلموا أن حقه عليكم في البر والاحترام والصلة لا ينقصه ما ذكرت من إيثاره للأخ المذكور عليكم .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة