السؤال
أنا مقبل على الزواج إن شاء الله (15 يوما)، ونحن في الصحراء المغربية لنا طقوس عربية صعبة ومكلفة ومنها مهر العروس وهداياها والأكثر من ذلك مصاريف العريس الخاصة بالاستقبالات وغيرها وولائم, ونظرا لكون لا أحد يعذر بجهله لهذه العادة المكلفة، فلا تقبل منك عرسا متواضعا بل عليك بما لا تطيق تحت طائلة أنك تريد حلالا وأن الله يسهل هذه الأمور، وقد انصعت لهذه المسألة بدون اقتناع شخصي وإنما إرضاء لمحيطي العائلي والقبلي، فهل لي جزاء على ذلك, مع العلم بأنني سأتحمل ديونا لا شك لكن بإمكاني تسديدها في وقتها إن شاء الله؟ جزاكم الله وجعلكم وإيانا في خدمة الإسلام والمسلمين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالنكاح من مقاصد الدين وأهدافه العظيمة لما فيه من إحصان الفرج، وتكثير النسل، وبناء الأسرة التي هي اللبنة الأولى في المجتمع، ولذا ورد الأمر بالنكاح والزواج في كثير من الأحاديث، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تيسير الزواج وعدم المغالاة في المهر والمؤنة، ففي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة.
ومع هذا فالنفقات التي ينفقها الرجل على أهله، سواء كانت بمناسبة الزواج أو في غيرها من المناسبات أعظم أجرا من جميع الصدقات، إذا ابتغى بها وجه الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك. رواه مسلم.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في حديثه الطويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك. متفق عليه.
قال الباجي في المنتقى شرح الموطأ وقوله: وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله.... الحديث. يقتضي أن النفقة إذا أريد بها وجه الله والتعفف والتستر وأداء الحق والإحسان إلى الأهل وعونهم بذلك على الخير من أعمال البر التي يؤجر بها المنفق وإن كان ما يطعمه امرأته، وإن كان غالب الحال أن إنفاق الإنسان على أهله لا يهمله ولا يضيعه ولا يسعى إلا له مع كون الكثير منه واجبا عليه، وما ينفقه الإنسان على نفسه أيضا يؤجر فيه إذا قصد بذلك التقوي على الطاعة والعبادة. انتهى.
فنسأل الله أن يثيبك وييسر لك قضاء ما تحملته من الديون.
والله أعلم.