التناصح بين المسلمين والإحسان إلى المسيء

0 168

السؤال

الحمد لله وكفى وصلى الله وسلم على رسول الله أما بعد ،،،سؤالي لكم أيها الأحبة يا أهل العلم، أنني في هذه الفترة ونحن ها هنا في أرض فلسطين أرض الجهاد والاستشهاد ، أرض الثبات على دين الله ثم الثبات في الميدان مما يجعل من أنفسنا غيورة على الإصلاح ، الداخلي قبل الخارجي ..أيضا بالنسبة لي لا أستطيع الصمت عن الحق ولا أستطيع السكوت على خطأ أيا كان لأن أيها الأفاضل كما تعلمون بأن السيئة تجر سيئة وممكن أن يكون هزيمة جيش بسبب بعض الأخطاء والتي نصمت عنها .... ولكني أخشى أن أكون آثما إن بقيت صامتا...فما هو السبيل لإصلاح الأمر التالي ؟ وهو أنني محفظ في مسجد من بيوت الله ومسؤولي أو أميري يفعل أمورا ليست من شيم الإسلام ...وليست من أخلاق الإسلام ..مثل الكذب ، والمحسوبية ، مما جعلني محرجا ألتمس له العذر بالمراجعة مرارا وتكرارا بأن هذه الأمور من ظلم الشباب والعبد خطأ ويجب أن تكف عن ذلك ... ولكن أيها الأحبة أحس بأنني لم أعد أتماشى معه لأنني أصبحت على وعي تام بجميع الأمور باطنها وأعلاها ...حيث إنه بعد ذلك لم يستجب لي ، فقمت بمراجعة من هم أعلى منه مرتبة في المسجد ولكنهم للأسف متعودون على أسلوب ( الطبطبة) دعني أسميه أي كل واحد يخفي عيوب الآخر ...ومع أنني أثبت لهم الصفات غير المحمودة في هذا الأمير ...ولكن أحبتي في الله لم يعاقب ، مع العلم بأن في المسجد شيوخا عظاما وحفظة لكتاب الله ولكن للأسف ليس لهم دور ، ومن تحدث بالحق في هذا المسجد ، يقومون بقول مجموعة من الألفاظ والتي لا يقومون بتنفيذها ....مثل ( السمع والطاعة مهما أخطأ الأمير فهو أفهم منك ويعرف ويقدر الأمور وينظر للأمور بعدة زوايا ) أنا على علم ووعي تام بهذه الأمور ، ولكن هناك أمور لا يمكن السكوت عنها ففي الحق وقول الحق لا زعيم ولا أمير والمؤمن الحق يجب أن لا يخاف في الله لومة لائم ، كما وأن أحبتي في الله ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ) ولكن اليوم عندما تحدثت بالحق أخرسوني وقالوا لي لا تتدخل بما لا يعنيك ... ولكن للأسف لا يعلمون بأن أمر المسجد أمر أحبتي في الله أخواني أمر يجب أن أحاور بل وأقاتل من أجلهم لأن ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) فأنا متضايق أشعر بالضيق والوحدة والتألم جدا لهذا الأسلوب المتبع وعدم سيادة الحق والله يعلم بأن ليس لي مصلحة ولكن همي الوحيد لمن بعدي من إخوتي وأحبابي حيث أنهم بلغوني بأنني يجب أن أعتذر له ...حسبنا الله ونعم الوكيل ....أعتذر وأنا بأدلتي وبرهاني وهم علموه ولكن أخفوه لعلة في صدورهم ، قال تعالى (لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون }....فماذا عساي أن أفعل ... هل أعتذر ...وأساهم في سيادة الليل ....هل يرضى الله ورسوله عن ذلك ؟أرجو أحبتي في الله نصيحتي . ماذا أفعل ؟ هل السمع والطاعة للأمير ...مهما بلغ السوء ....هل دائما المحق يعتذر للخاطئ .......أرجو مساعدتي حتى يرضى الله عني وعنكم ... إن شاء الله قال تعالى (إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين } ؟ وجزاكم الله خير الجزاء لما تقدمونه من نصح وإرشاد فجوزيتم عنا وعن المسلمين كل خير ...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن التناصح بين المسلمين من آكد أمور الشرع، وبه تنال محبة الله والسلامة من الخسران ، ويتعين أن ينصح المسلم أخاه برفق وأن يكثر سؤال الله له الهداية ، وما دمت نصحت أخاك وأعلمت المسؤولين بأمره فقد بذلت في تحقيق الاصلاح ما يمكن ، واحرص على مواصلة شغلك بتعليم أبناء المسلمين القرآن ، ولا تجعل من خلافك في بعض الأمور مع إخوانك ما يجعلك تصطدم معهم أو تكسل عن التعاون معهم في الخير، فإن الخلاف شر كما قال ابن مسعود لما صلى أربعا مع عثمان بمنى .

وأما الاعتذار فلا غضاضة ولا حرج فيه فقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في إحسان العبد إلى من أساء إليه، والاعتذار أقل أنواع الإحسان شأنا، وعلى الإخوة أيضا أن يسعوا في إقناعه هو بالحق ، نسأل الله أن يصلح أمركم، ويسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، وأن يحفظكم من شر كل ذي شر. وراجع للاطلاع على الأدلة فيما ذكرنا وللمزيد من التفصيل الفتاوى التالية أرقامها : 66026 ، 65834 ،63172 ، 61901 ، 69295 ، 28677 ، 60052 ، 72221 ، 55821 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة