السؤال
إني أعاني من مشكلة تحول دون أدائي للفرائض ودون ممارسة حياة طبيعية فالرجاء إسداء النصيحة. مشكلتي تتمثل في أنني يحصل لي خروج للمني عندما أتوتر. والتوتر يصاحبني عند قضاء أغلب شؤوني. بما في ذلك الصلاة والوضوء. وقد بلغت بي الحالة إلى أنه عندما تأتيني كوابيس يخرج المني على أثرها من شدة التوتر. في هذه الكوبيس أكرر الوضوء والصلاة عدة مرات وكل مرة أنقض الوضوء. عند تكرر هذه العملية عدة مرات أتوتر ثم أستيقظ وقد أمنيت (مع العلم أني في اليقظة أنقض الوضوء كثيرا). هذه الكوابيس تهز من ثقتي في نفسي وتشككني حتى في قدرتي على الزواج وتنفرني من الصلاة. هل ما يصيبني وسوسة من الشيطان وهل من نصيحة لتجاوز هذا المشكل ؟
شكرا وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا تحققت نزول المني في اليقظة بشهوة أو خرج في النوم فقد وجب عليك الغسل، سواء نجم ذلك عن توتر أو غيره ما لم يصل نزوله في اليقظة إلى حد السلس، فإن وصل إلى حده بأن لازم كل الوقت أو جله فإنه يعتبر سلسا، وقد أوضحنا في الفتوى رقم : 41896 كلام أهل العلم فيما يفعل من ابتلي بسلس المني بغض النظر عن كونه بشهوة أم لا ، أما خروجه من غير السلس في اليقظة بدون لذة فلا يجب منه الغسل عند جماهير العلماء، ولكن ينقض الوضوء، ويرى الشافعية ومن وافقهم أنه يوجب الغسل إذ لا يشترطون لإيجاب الغسل بسبب خروج المني حصول اللذة.
ثم إن الغالب أن الكوابيس إنما تأتي في حال النوم وقد سبق علاجها في الفتوى رقم : 4179 ، والفتوى رقم : 11014 ، أما إتيانها في اليقظة فهو أمر غير عادي فإن حصل ذلك فيمكن طردها وعلاجها بما ذكر في الفتويين المشار إليهما، ولو عرض الأخ السائل نفسه على شخص من أهل الثقة والصلاح الذين يرقون بالكتاب والسنة فلا بأس بذلك لعل الله يجعل شفاءه على يده، كما ننصحه بعدم الانصياع للوسوسة والتخيلات التي تجعله يكرر الوضوء والصلاة أكثر من مرة لسبب قد لا يكون ناقضا، فإن الاسترسال معها والانصياع لها لا يزيدها إلا تفاقما وتمكنا، وبالالتجاء إلى الله تعالى والإعراض عنها مع ملازمة أذكار الصباح والمساء وقراءة المعوذتين يحصل الشفاء بإذن الله تعالى.
وخلاصة القول أنه إذا لم يكن مصابا بالسلس وتوضأ ثم صلى فلا داعي لإعادة الوضوء والصلاة مرة أخرى ما لم ينتقض الوضوء قبل الصلاة أو أثناءها بأمر محقق، بل إن الإعادة هنا من التنطع في الدين. وإن كان مصابا بالسلس وهو استمرار الحدث على الشخص جل الوقت أو كله بحيث لا يتمكن من ضبط طهارته فقد سبق في الفتوى رقم : 9346 ، والفتوى رقم : 12198 ، بيان كيفية طهارة وصلاة صاحب السلس.
وليعلم أنه ليس هناك شيء يبرر ترك الصلاة ولا النفور منها ما دام المرء يتمتع بعقله، فليثق بالله تعالى وليتوكل عليه وليكثر من ذكره ومن الأعمال الصالحة مما يزيد في إيمانه ويبعده عن التوتر والوسواس .
والله أعلم .