0 389

السؤال

عندي سؤال عن الاستخاره : لقد قمت بعمل صلاة استخارة منذ ثلاثة أيام وذلك بسب حصولي على فرصة عمل جديدة وقد قمت بها منذ المقابلة الأولى وتيسر الموضوع إلى أن قدموا لي العرض الذي فيه الراتب ومتطلبات العمل ووافقت عليه وقدمت استقالتي من العمل القديم ولكن وأنا في داخلي أحس أن العمل القديم فيه ميزات ليست مادية ولكن مريحة لي وخاصة أنني في هذا العمل منذ خمس سنوات وصليت مرة أخرى حتى يطمئن قلبي ولكن نفس الشيء حتى قابلني المدير العام وطلب مني سحب استقالتي وأن أبقى لأنه بحاجة إلي ووجدت نفسي قد أحسست أنني تسرعت في تقديم استقالتي ووافقت على سحبها واعتذرت للطرف الآخر . مع العلم بأن الموضوع كان ميسرا جدا ولم أحس أنني سوف أواجه مشاكل ولكن كنت متردد جدا خاصة أن العمل الجديد سوف يأخذ من وقتي كثيرا وفيه جهد أكثر وأيام عمل أكثر ولم يكن الفرق في الراتب كبيرا.
السؤال هو : صحيح أن الله عندما أصلي الاستخارة حتى لو كنت مترددا سوف يثبت قلبي ويعطيني هذه الفرصة بأي حال ؟ وأنني أريد أن أعرف هل أصلي الاستخاره وأتوكل على الله وأسير بأي موضوع والله في حال كانت خير لي سوف يتمها وإن كانت شرا لي سوف يصرفها أم أن هناك علامات تظهر منذ البداية كالحلم مثلا أو عدم الاطمئنان مع أنني لا أحلم في أي صلاة أستخارة؟هل ما فعلته لا يجوز لأنني رفضت زيادة في رزق لي وقبلت البقاء مع أنني أبحث عن عمل جديد منذ فترة ولكن عمل يكون في نفس مزايا عملي هذا؟ هل صلاة الاستخاره تكون قبل النوم ولا يجوز لي التكلم مع أحد بعد صلاة الاستخاره والتوجه إلى النوم مباشرة ؟
آسف بسب طول السؤال ولكن حتى يطمئن قلبي ويذهب إحساسي أنني تسرعت في رفضي للعمل الجديد.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فانقباض الصدر وانشراحه بعد الاستخارة له تعلق بالاستخارة ويعمل به؛ إلا إذا كان الانشراح أو عدمه متعلق بهوى القلب فإنه لا يلتفت إليه ، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : ينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له . اهـ .

وقال السيوطي في تحفة الأبرار نقلا عن غيره : ولا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا؛ وإلا فلا يكون مستخيرا لله بل يكون مستخيرا لهواه ، وقد يكون غير صادق في طلب الخير وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإن صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختيار نفسه . اهـ .

وبهذا يعلم الأخ السائل أنه لا حرج عليه في فعل ما انشرح إليه صدره؛ إلا إذا كان قلبه يهوى أصلا ما فعله بعد الاستخارة فإنه يكون حينئذ قد فعل خلاف ما ينبغي ولم يكن حينئذ صادقا في استخارته ، وقول السائل : ...... سوف يثبت قلبي ويعطيني هذه الفرصة على أي حال ؟ فجوابه أن الاستخارة دعاء، والدعاء- كما هو معلوم- إجابته إلى الله، فقد يعطي الله العبد عين ما سأله، وقد لا يستجيب له ويصرف عنه من السوء مثله، وقد لا يستجيب له ويدخر له أجره إلى يوم القيامة؛ كما دلت على ذلك السنة، فلا يلزم أن يعطى المستخير بأي حال ما سأله .

وأما سؤاله عن صلاة الاستخارة هل تكون قبل النوم ... إلخ . فجوابه أن تخصيص وقت صلاة الاستخارة بما قبل النوم لا يدل عليه دليل؛ بل إن الدليل على أنها تفعل عند الهم بفعل أمر في أي وقت، فلا ينبغي أن تخصص الاستخارة بوقت معين، وكذلك القول بأنه لا يكلم أحدا بعد الاستخارة؛ بل يجوز أن يتكلم مع الآخرين في غير معصية، وانظر الفتوى رقم : 508 ، حول وقت صلاة الاستخارة ، وانظر للفائدة الفتوى رقم : 1775 ، والفتوى رقم : 2733 ، والفتوى رقم : 19343 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة