حكم الأضحية بنية تسهيل الزواج

0 355

السؤال

أنا فتاة أفكر بأن أضحي أضحية في عيد الأضحى المبارك القادم على نية تيسير أمر زواجي لأنني أشعر بأن أمر زواجي عسير جدا وأدعو الله دائما أن يرزقني الزوج الصالح ...
فهل أستطيع أن أنوي نيتين بنفس الوقت على الذبيحة بأن تكون لي أضحية وعلى نية تيسير أمر زواجي ؟ أم الأفضل أن أنوي فقط من أجل تيسير الزواج؟
وهل برأيكم الذبيحة تفيد في تيسير الزواج ؟؟؟ وإن كان الجواب نعم فأرجو إيضاح مدى الإفادة؟ ؟؟ وهل يجب أن أقوم بتوزيعها على الفقراء فقط أم يجوز أن آكل قسما منها؟
وفي حال وجود سحر من أجل عدم زواجي فهل سأستفيد من الذبيحة في منع أذى السحر أن يصيبني؟
أعلم بأن أسئلتي كثيرة ولكن والله من كثرة حزني وألمي من هذا الموضوع ، فإن عدم زواجي إلى الآن وعسرته يؤثر على حياتي الاجتماعية والنفسية كما يؤثر على علاقاتي مع أفراد عائلتي أشعر بأني أتعامل معهم بعصبية ودائما أشعر بتوتر ولا أستطيع أن أركز بشيء سوى التفكير بهذا الأمر ...
فأرجوكم ساعدوني ماذا أفعل؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأضحية سنة مؤكدة، وفيها أجر عظيم، وقصدك بها تسهيل أمر الزواج لا مانع منه، لأنه يجوز للمسلم أن يقوم بالأعمال الصالحة ويرجو من الله بها جلب النعم ودفع النقم وغفران الذنوب ونحو ذلك، ولا يؤثر ذلك على الأضحية.

ومن أسباب تيسير الزواج طاعة الله تعالى والإكثار من دعائه، وقد كان السلف الصالح يسألون الله كل شيء حتى شسع النعل، امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم: ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى يسأله الملح، وحتى يسأله شسع نعله إذا انقطع. رواه الترمذي.

 وقال تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم {غافر: من الآية60}

 ولم يرد دعاء مأثور خاص بهذه المسألة، ولا أن للأضحية تأثيرا خاصا بذلك، ولكنها من جملة الطاعات التي بها سعادة الدنيا والآخرة. فاتقي الله تعالى يجعل لك مخرجا وييسر لك أمرك، وأكثري الأدعية الكثيرة من الكتاب والسنة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة مثل: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر، اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم... إلى غير ذلك من الأدعية المأثورة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة. وهي موجودة في كتب الأذكار، ثم إن للمسلم أن يدعو بما شاء مما أحب ولو لم يرد مضمونه صريحا في الأدعية المأثورة.

ونوصيك بالصبر والمحافظة على أوامر الله تعالى، وأن تتذكري دائما أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن بعد العسر يسرا، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر، كما ورد في الحديث.

وقال الشاعر:

والصبر كاسمه مر مذاقته     لكن عواقبه أحلى من العسل.

وننصحك أيضا بعدم الدخول في الوهم بأن تأخير الزواج سببه السحر فليس بالضرورة أن يكون بسببه. نعم إذا ثبت لديك وجود ذلك فعليك بالرقية الشرعية، وانظري الفتوى رقم: 2244.

ويستحب للمضحي أن يقسمها إلى ثلاثة أجزاء، فيأكل جزءا، ويتصدق بجزء، ويهدي جزءا، ولو تصدق بها كلها فلا حرج في ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة