السؤال
هل يوجد هناك صراط يوم القيامة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصراط حق ثابت دلت عليه نصوص الوحي الكثيرة، وأجمعت الأمة عليه، وهو الجسر الذي ينصب على متن جنهم يوم القيامة، بعدما ينفض الجمع، ويتبع كل أحد معبوده، فعبدة الصليب يتبعون الصليب، وعبدة الأوثان يتبعون الأوثان … فيضرب الصراط على متن جهنم، ويمر عليه الناس على حسب أعمالهم. وقد دلت على كل ذلك أحاديث كثيرة منها: حديث الصحيحين الطويل وفيه" ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان أما رأيتم شوك السعدان قالوا: بلى يا رسول الله، قال فإنها مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمتها إلا الله تعالى، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو..إلخ"
وفي صحيح مسلم في الحديث الذي يذكر فيه فزع الخلائق إلى الأنبياء والرسل ليشفعوا لهم لتعجيل القضاء " فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا، فيمر أولهم كالبرق. قال: قلت بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق؟ قال: أولم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟! ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجئ الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا. وقال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج، ومكدوس في النار.
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الطويل في رؤية المؤمنين لربهم: " ثم يؤتى بالجسر بين ظهري جهنم، قلنا يا رسول الله: وما الجسر؟
قال : مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها: السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا….".
وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يوضع الصراط بين ظهراني جهنم على حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس، فناج مسلم، ومخدوش به ناج، ومحتبس به، ومنكوس فيها".
والمرور على الصراط هو الورود المذكور في قوله تعالى: (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) كما فسره عبد الله بن مسعود وغيره بذلك، وروي مرفوعا.
وبهذه النصوص وأمثالها يتبين - للسائل- أن هنالك صراطا يوم القيامة، لا يشك فيه إلا مرتاب، والعياذ بالله تعالى.
والله تعالى أعلم.