السؤال
أعمل حاليا في بنك ربوي ، فما حكم عبادتي إذا كنت آكل وأكسو نفسي وأسرتي من راتب البنك ؟ ويرى بعض العلماء - وأنا لا أنازعهم الرأي - أن العمل في البنوك الربوية يجوز عند الضرورة،أو ريثما يجد المرء وظيفة أخرى أفضل وجائزة شرعا .فهل هذا الرأي مقبول؟
أعمل حاليا في بنك ربوي ، فما حكم عبادتي إذا كنت آكل وأكسو نفسي وأسرتي من راتب البنك ؟ ويرى بعض العلماء - وأنا لا أنازعهم الرأي - أن العمل في البنوك الربوية يجوز عند الضرورة،أو ريثما يجد المرء وظيفة أخرى أفضل وجائزة شرعا .فهل هذا الرأي مقبول؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا يجوز للمسلم العمل في البنك الربوي، أيا كان العمل ، لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان وإقرار المنكر وحضوره، إلا إذا كان ذلك لضرورة ملجئة لا يمكن دفعها إلا بذلك العمل بحيث إذا تركه لم يجد الطعام أو اللباس أو السكن له ولمن يعول ، فله أن يبقى فيه مع التخلص مما زاد من راتبه عن حد دفع الضرورة إلى أن يجد عملا آخر ولو براتب أقل وراجع الفتوى رقم 3284، والفتوى رقم: 2643، والعبادات التي يقوم بها من يعمل في البنك الربوي إذا أتي بأركانها وشروطها عبادات صحيحة مجزئة بمعنى أن ذمته تبرأ منها ولا يطالب بإعادتها مرة أخرى ولكن قد لا تقبل منه ولا يثاب عليها وذلك لأن لطيب المطعم أو خبثه أثرا مباشرا في قبول العبادات ولاسيما الدعاء، فإن كان العبد يتحرى أكل الحلال الطيب فإن دعاءه أقرب إلى القبول والإجابة، أما إن تجرأ على أكل الحرام فإنه قد يمنع من الإجابة والقبول. وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم : إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا " ( المؤمنون الآية 51) وقال : " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم " ( البقرة الآية 172) ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء : يا رب يارب ومطعمه حرام ، ومشربه ، حرام، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟ . رواه مسلم قال العلامة ابن رجب في كتابه جامع العلوم والحكم : وفي هذا الحديث إشارة إلى انه لا يقبل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال، وأن أكل الحرام يفسد العمل ويمنع قبوله. والله أعلم.