السؤال
جزاكم الله تعالى كل خير.
عندي بنات منهن من بلغت ومنهن من لم تبلغ بعد، ولهن جدة تذهب لحفلات الأعراس وهي تصر على أخذهم لمرافقتها حتى لا تذهب بمفردها كوني أرفض الذهاب لهذه الحفلات، ودائما يحدث نقاش هادئ بيني وبينها حيث أرفض ذهابهن للحفلات الغنائية فتقول لي لا إثم عليك لمن ذهبت دون سن البلوغ، ومن ذهبت منهن وهي بالغة فاثمها عليها وليس عليك أنا أمها، فأقول: لست مقتنعة فهن من مسؤؤليتي فما هو الحق بين الرأيين؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمرأة المذكورة أن تذهب بنفسها ولا بغيرها إلى المنكرات، وعليك منع بناتك من ذلك، وبلوغهن لا يسقط منعهن من ارتكاب المنكر بل يتأكد؛ لأنهن قد أصبحن مكلفات ومجزيات على أفعالهن، إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا، قال تعالى:
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون {التحريم:6} وقد قال صلى الله عليه وسلم: والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. متفق عليه
وقال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان رواه مسلم.
فلتمنعيهن من الذهاب إلى الأعراس والحفلات التي تشتمل على المنكرات كالغناء والاختلاط وغيره. ولاتسكتي على ذلك وترضي به، فإنك إن سكت ورضيت بخروجهن إلى المنكرات وأنت تستطيعين منعهن شاركتهن في الإثم. كما يجب وعظ جدتهن ونصحها بعدم الذهاب لتلك المنكرات.فإنها لاتدري متى يفجؤها الموت. وتقف بين يدي ربها فيسألها عن عمرها فيم أفنته وعن شبابها فيم أبلته.؟
وننصحك أن تحولي بينها وبينهن في مثل هذه الأحوال لئلا تفسدهن. واحرصي على اختيار الصحبة الصالحة لهن والبعد عن صديقات السوء، فالقرين بالمقارن يقتدي، والصاحب ساحب، وقد قال تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا {الكهف:28}
والله أعلم.