السؤال
عند نزول عيسى عليه السلام هل هناك إشارة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول ذلك إلى أن كل اليهود والنصارى سيصبحون مسلمين؟ جزاكم الله خيرا.
عند نزول عيسى عليه السلام هل هناك إشارة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول ذلك إلى أن كل اليهود والنصارى سيصبحون مسلمين؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد دلت الأحاديث على أن نزول عيسى عليه السلام يسبقه وقوع الملحمة بين المسلمين والنصارى بعد اشتراكهما في غزو عدو ثالث كما روى أبو داود وابن ماجه وأحمد وهذا لفظه: "ستصالحكم الروم صلحا آمنا، ثم تغزون وهم عدوا، فتنصرون وتسلمون وتغنمون، ثم تنصرون الروم ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيرفع رجل من النصرانية صليبا، فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدقه، فعند ذلك يغدر الروم ويجمعون للملحمة".
وفي صحيح مسلم: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق (قرية قرب حلب) فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ...، فيهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث. لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم".
وأما اليهود فإن سبعين ألفا منهم من أهل أصبهان يقفون مع الدجال ويتبعونه، كما جاء في الحديث.
وإذا نزل عيسى عليه السلام كسر الصليب، وقتل الخنزير، ووضع الجزية، وفي هذا دليل على إسلام من بقي من أهل الكتاب بعد الملحمة، ويؤكد هذا ما جاء في تفسير قوله تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا) [النساء: 159].
فقد نقل ابن جرير عن أبي مالك قوله: ذلك عند نزول عيسى، وقبل موت عيسى ابن مريم عليه السلام، لا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا آمن به .
وعن ابن عباس: يعني في اليهود خاصة.
وقال الحسن: إذا نزل آمنوا به أجمعون.
وقال: إن الله رفع إليه عيسى، وهو باعثه قبل يوم القيامة مقاما يؤمن به البر والفاجر.
قال ابن كثير : وكذا قال قتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغير واحد، وهذا القول هو الحق، كما سنبينه بعد بالدليل القاطع إن شاء الله، وبه الثقة وعليه التكلان. انتهى.
وقال ابن جرير: وأولى الأقوال بالصحة القول الأول، وهو أنه لا يبقى أحد من أهل الكتاب بعد نزول عيسى عليه السلام، إلا آمن به قبل موت عيسى عليه السلام.
قال ابن كثير: ولا شك أن هذا الذي قاله ابن جرير هو الصحيح.
إلى أن قال: ( ويضع الجزية يعني: لا يقبلها من أحد من أهل الأديان، بل لا يقبل إلا الإسلام، أو السيف. فأخبرت هذه الآية الكريمة أنه يؤمن به جميع أهل الكتاب حينئذ، ولا يختلف عن التصديق به واحد منهم). انتهى.
والله أعلم.