الذكر الجماعي وأقوال العلماء بشأنه

0 669

السؤال

هل قراءة المأثورات جماعة بدعة؟ وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن الذكر جماعة ورد فيه أقوال للفقهاء، منها قول عطاء بن أبي رباح رحمه الله: ( مجالس ‏الذكر هي مجالس الحلال والحرام، أي مجالس العلم.) فذكر عطاء أخص أنواع الذكر، ‏وهي من جملة مجالس الذكر، وليس الذكر محصورا بها.‏
ونقل عن مالك أنه كره الاجتماع للذكر. ونقل ابن منصور عن أحمد قوله: (ما أكرهه إذا ‏اجتمعوا على غير وعد إلا أن يكثروا )، قال ابن منصور: يعني: يتخذوه عادة، ولذلك ‏قال ابن عقيل: ( أبرأ إلى الله من جموع أهل وقتنا في المساجد والمشاهد في ليال يسمونها ‏إحياء.) ‏
وقال ابن تيمية: ( الاجتماع على القراءة والذكر والدعاء حسن إذا لم يتخذ سنة راتبة، ‏ولا اقترن به منكر من بدعة.)‏
‏ والاجتماع على القراءة والذكر بصوت واحد عده الشاطبي مثالا على الابتداع في هيئات العبادات ‏وكيفياتها، قال رحمه الله: (ومنها- أي البدعة الإضافية - التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر ‏بهيئة الاجتماع على صوت واحد… ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة ).
وقال النووي: يستحب الجلوس في حلق الذكر، ‏وأورد الحديث الذي رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث معاوية بن أبي سفيان ‏رضي الله عنه، أنه قال: إنه صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: " ‏ما أجلسكم"؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به ‏علينا….إلى أن قال: " أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة".‏
وروى الإمام أحمد رحمه الله من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما ‏أنهما قالا: قال صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، ‏وتغشتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده…" ففي هذا الحديث ‏ترغيب من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في الاجتماع على الذكر.‏
والمأثورات كتاب يحوي ذكرا وأدعية مأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، وفيه بعض ‏الأحاديث الضعيفة، فالاجتماع لا بأس به إذا لم يتخذ الاجتماع لقراءة ما صح منها عادة ولم يحدد لها ‏وقت ثابت لا يتغير، وإذا لم يقترن بذلك منكر أوبدعة ، كالذكر الجماعي بصوت ‏واحد، فإنه لم ينقل عن أحد من سلف الأمة، ولعل من أطلق كراهة الاجتماع للذكر أراد ‏به سد ذريعة الذكر الجماعي الذي اشتهر به الصوفية فيما بعد.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة