مراعاة شعور الزوجة.. والعدل عند إرادة الزواج من أخرى

0 288

السؤال

زوجي يمزح كثيرا حول أخذ زوجة ثانية. ولكنني أعتقد أنه الآن جاد في ذلك الأمر فكلما وقع خلاف بيننا أو حتى كلما اختلفت آراؤنا حول الأسرة يقول مثلا " إن لم تغيري رأيك أو طريقتك سوف أتزوج ثانية" هذا يخيفني كثيرا فأنا أعرف أن ما ينوي فعله ليس محرما إذ أن الله أعطاه الحق في ذلك ولست أحاول منعه من حق الله الذي منحه إلا إني أشعر أن ذلك سوف يغير علاقاتنا كثيرا، بل إني أعتقد أنني لن أستطيع العيش في ظل تلك الظروف.كيف أستطيع أن أفكر بطريقة أفضل؟ هل أصبح مرتدة عن الإسلام إن أنا رفضت العيش في مثل هذه الظروف؟ هل يجوز لي أن أقول له: تزوج أربع زوجات واعلم أنني لا أريد أن أكون إحداهن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن الله قد أباح تعدد الزوجات في قوله تعالى: ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى ‏وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) ‏‏(النساء:3) وشرط لذلك القدرة على العدل بين الزوجات في النفقة، والكسوة، والمبيت. ‏فإذا خشي المرء عدم العدل فالواجب هو الاقتصار على واحدة. قال الإمام القرطبي: فمنع ‏من الزيادة التي تؤدي إلى ترك العدل في القسم وحسن العشرة. وذلك دليل على وجوب ‏ذلك، والله أعلم. تفسير القرطبي ( 5/15).
ونذكر السائلة الكريمة بأن الرسول صلى الله ‏عليه وسلم قد تزوج أكثر من واحدة، كما فعل ذلك كثير من الصحابة -رضي الله ‏عنهم- وبناء على ذلك فلا حرج في إقدام زوجك على الزواج من ثانية، لكن الأفضل أن ‏لا يمزح بهذا، وأن لا يكثر من الكلام حول هذا الموضوع، وألا يهدد أو يخوف بالزواج ‏من ثانية كلما حدث خلاف. لأن الزواج من ثانية ليس لعبا، ولكنه التزام له أعباؤه ‏وتكاليفه، كما أننا ننصحك بعدم التفكير بما يقول زوجك، لأن الذين يكثرون الكلام في ‏هذه الأمور -في الغالب- لا يفعلون شيئا. كما يمكنك رفض العيش معه في حالة ما إذا لم ‏يعدل بينك وبين الثانية، أو قصر في شيء مما أو جبه الله، وليكن الرفض عن طريق رفع ‏
الأمر إلى المحاكم الشرعية، فإن لم توجد فإلى جماعة المسلمين في البلد الذي أنتم فيه، فإما ‏أن تعيده المحاكم والجماعة إلى الصواب، وإما أن تحكم بالفراق بينك وبينه، ولا يعد ذلك ‏ارتدادا عن الإسلام، لكن ننصحك بتفهم ظروف زوجك، ومعالجة الأمر معه بهدوء ‏وحكمة، ومعالجة تقصيرك في حقه -إن وجد-، وأن لا تقدمي على أمر من الأمور إلا ‏بعد الاستخارة ( استخارة الله سبحانه وتعالى بصلاة الاستخارة المعروفة) واستشارة أهل ‏الخير والصلاح، حتى لا تهدمي بيتك في لحظة طيش وتعجل. واصبري واحتسبي ووثقي ‏صلتك بالله سبحانه وتعالى، وأكثري من الأعمال الصالحة، وتوجهي إلى الله بالدعاء أن ‏يفرج عنك، ويذهب عنك الهموم والأحزان، وأن يشرح صدرك لما يحبه ويرضاه، ويصلح ‏بينك وبين زوجك.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة