السؤال
هل حقا اليانصيب حرام مهما كانت أشكاله؟ و لماذا يكون حراما وهو ليس فيه أي ضرر للناسيرجى التفضل بالإجابة.
هل حقا اليانصيب حرام مهما كانت أشكاله؟ و لماذا يكون حراما وهو ليس فيه أي ضرر للناسيرجى التفضل بالإجابة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن المعلوم أن من أعظم قواعد الشرع جلب المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها، فما من أمر أمرنا الله به إلا وهو خير محض، أو راجح، وما من أمر نهانا عنه إلا وهو شر محض، أو راجح، وقد يقصر بالبعض الفهم، فيظن أن بعض المأمورات خال عن المصلحة الراجحة، كما يرى في بعض المنهيات أنه خال من المفسدة الراجحة، وما ذاك إلا لقصور فهمه، وضعف إدراكه. وكان الواجب على المسلم أن يكل علم ما عجز عن إدراكه من ذلك إلى عالمه سبحانه من غير اعتراض، وذلك على ما يقتضيه واجب التسليم والانقياد لله تعالى.
ولا شك أن القمار مما رجح شره على خيره، وقد تولى الله بيان ذلك حيث يقول: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) [البقرة:219].
والميسر: هو القمار، وهو ما يسمى الآن الياناصيب.
فأوضح الله سبحانه أن ضرره أكبر من نفعه على وجه الإجمال، ثم بين ذلك تفصيلا فقال: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) [المائدة:91].
فبين أن من مضار الخمر والميسر: إفساد ذات البين بزرع العداوة والبغضاء، وأنهما سبب لتضييع الواجبات الشرعية.
هذا مع ما في القمار من مفاسد اقتصادية، ويكفي في الدلالة عليها أن معظم دول العالم الكافرة تحرمه، وتجرم فاعله، وما ذلك إلا لعظم ضرره و خطره على البلاد والعباد، وصدق الله إذ يقول: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) [المائدة:90].
فربط الفلاح في الدنيا والآخرة بترك الخمر، والميسر.
والله أعلم.