0 444

السؤال

امرأة ملتزمة عازمة على السفر لبلاد أجنبية لتكملة الدراسة والحصول على الماجستير وهي ستذهب بدون محرم مع علمها بحكم ذلك في الإسلام ولكنها تقول بأنها ملتزمة بالإسلام وتعاليمه أينما كانت ..أرجو التوجة بالنصيحة لها مع العلم أن سفرها قد أصبح أمرا حتميا وهي متوكلة على الله راجية منه أن يوفقها ويحفظ دينها. أرجو أن لا تحال الإجابة إلى فتوى سابقة فقد سبق وأن قرأت كثيرا عن سفر المرأة بدون محرم.. ما أريده هو نصائح في الله لتعين هذه المرأة على دينها هناك... جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنقول لهذه الأخت: اتقي الله تعالى وخافي عاقبه، فإن إصرارك على السفر مع علمك بالتحريم أمر عظيم، وكيف يقدم الإنسان على عمل محرم، ثم يقول: إني ملتزم بالإسلام وتعاليمه، وكيف تسمع المسلمة قول نبيها صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة، وليس معها حرمة" أي: رجل محرم.
فمن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر حقا لزمها أن تقول: سمعنا وأطعنا، قال الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) [الأحزاب:36].
وياليت الأمر اقتصر على هذا السفر المحرم، لكن البلية أنه سفر إلى بلد أجنبي، وإقامة هناك زمنا وسط الكافرين والكافرات، في أماكن ربما لا يسمع فيها صوت الأذان، تتعرض فيها المرأة لرؤية البلاء والمنكر صباحا ومساء، فيا لله كم معصية ستتعرض لها المسكينة في يومها وليلتها، ولا ندري كيف سيكون أمرها في هذه الجامعات المختلطة، هل تستطيع أن تبقي على حجابها وحشمتها؟ وهل يمكنها أن تتحفظ من الاختلاط والحديث مع الرجال؟
وكيف ستعيش وحيدة فريدة تصارع الباطل من حولها في سكنها، ومدخلها ومخرجها؟.
وأما زعمها بأنها متوكلة على الله، فينبغي أن تعلم أن التوكل مبني على سلوك الأسباب المشروعة، وأن التوفيق إنما يكون لأهل الطاعة لا لمن اختار المعصية، وسار في طريقها.
ولا ينبغي لمسلم أن يثق بنفسه، ولا أن يركن إلى التزامه، فإن القلوب ضعيفة، والشبه حظافة، ومن أورد نفسه موارد الهلاك فقل أن ينجو ويسلم، إلا أن يشاء الله.
وإذا كان الرجل يعسر عليه أن يحافظ على دينه في تلك المجتمعات، فكيف بالمرأة التي هي محل أطماع أصحاب الشهوات وأرباب المنكرات.
وحيث قد طلبت نصحنا ورغبت في توجيهنا، فوالله إنا لا نرضى لك إلا ما نرضاه لأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا، فاحذري الفتنة، وتجنبي أسبابها، وتضرعي إلى الله تعالى أن يلهمك رشدك، وأن يردك إلى صوابك، واعملي أن شهادات الدنيا ومناصبها لا تعدل لحظة واحدة تذل فيها بمعصية، أو ينظر الله إليها فيها نظر غضب ومقت.
وتذكري أن الإقامة بين المشركين لا تجوز إلا بشروط، لا نرى توفرها في مسألتك، وقد برئ النبي صلى الله عليه وسلم ممن يقم بين أظهر المشركين، فقال: "أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" رواه أبو داود والترمذي.
واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تدرس في جامعة مختلطة إلا إذا احتاجت إلى عمل، لعدم من ينفق عليها، وكان عملها متوفقا على الحصول على شهادة جامعية، ومن اضطرت إلى ذلك لزمها:
1- ألا تسكن في مساكن مختلطة، ولا في بيت إحدى العوائل، كما هو الحال في الغرب.
2- ألا تكشف عورتها على امرأة كافرة.
3- ألا تكشف شيئا من بدنها - عدا الوجه والكفين - أمام الرجال، وهذا بالاتفاق، وألا تكشف وجهها وكفيها على الراجح.
4- ألا تخلو بطالب أو أستاذ.
5- ألا تسمع إلى شيء من الحرام في مسكنها، أو قاعة دراستها، أو وسيلة انتقالها، ومن الحرام استماع الموسيقى.
6- أن تبحث عن مسلمات صادقات تصاحبهن، فإن الذئب يأكل من الغنم القاصية.
7- ألا تركب بمفردها مع سائق.
8- ألا تخرج متطيبة بحيث يشم ريحها.
هذا كله لمن اضطرت للدراسة في جامعة مختلطة، ولا نراك مضطرة إلى ذلك، ولا إلى هذا السفر المخوف.
والله نسأل أن يحفظ نساء المسلمين، وأن يجنبهن الفتن والشرور.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة