مسألة: دراهم بدراهم دخلت بينهما حريرة

0 283

السؤال

اشتريت قطعة أرض وبدأت ببنائها وكان المال الذي لدي يكفي والحمد لله لتغطية البناء ،، وأثناء البناء حدثت مشكله لأخي اضطررت أن أدفع كل ما تبقى لي من مالي لكي أنقذ أخي وتوقف بنائي لأنني لا أملك شيئا ،،، ولم أكن أرغب بالاقتراض من البنوك الربوية ، فلجأت إلى بنك إسلامي ولم يعطني قرضا ،، وكان هذا البنك يشتري المواد ويبيعها لك وأنا لا أريد ذلك لأنني أريد سيولة لكي أتمم بناء المنزل ،، فاتفقت مع ابن عمي الذي لديه شركه بأنني أشتري مواد منه أمام البنك ويدفع البنك له المبلغ ثم أستلمه منه وأرجع كل بضاعته له ، وبالفعل تم ذلك وجاء البنك وشاهد المواد في بيتي ثم قاموا بصرف المبلغ باسم ابن عمي وقام بتحويل المبلغ لي واسترد بضاعته ،،، هل في ذلك إثم علما أنها الطريقه الوحيدة لإتمام المنزل أو اللجوء إلى البنوك الربوية التي تعطي قروضا ميسرة ،،، أرجو الإفادة ، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته من اتفاق مع ابن عمك على أن تشتري مواد منه أمام البنك، ثم يدفع البنك له المبلغ وتستلمه منه أنت بعد ذلك، وترجع إليه بضاعته لا يجوز؛ لأن مقصودك هو الحصول على قرض بفائدة ربوية، وتحايلت على ذلك بإدخال هذه المواد، وهذا هو الذي قال عنه سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: دراهم بدراهم [يعني متفاضلة] دخلت بينهما حريرة. وقال ابن القيم في إعلام الموقعين: فإن من أراد أن يبيع مائة بمائة وعشرين إلى أجل، فأعطى سلعة بالثمن المؤجل ثم اشتراها بالثمن الحال، ولا غرض لواحد منهما في السلعة بوجه، وإنما هي كما قال فقيه الأمة: دراهم بدراهم -يعني متفاضلة- دخلت بينهما حريرة، فلا فرق بين ذلك وبين مائة بمائة وعشرين درهما بلا حيلة. اهـ

فإذا كنت محتاجا إلى النقود لإكمال بنائك كما ذكرت، فلك أن تحصل عليها عن طريق التورق المشروع بأن يشتري لك البنك المواد التي تصلح للبناء، أو يشتري لك غير ذلك ثم تبيعه أنت لتحصل على النقود.

ويمكنك أن تراجع في التورق المشروع فتوانا رقم: 2819.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة